2024 March 29 - جمعه 10 فروردين 1403
الاخلاق الاسلامية (الاخلاق الإلهيّة) (اجتناب الذنوب والمعاصي)
کد خبر: ٢٦٠٩ تاریخ انتشار: ٠٥ بهمن ١٣٩٧ - ٠٠:٢٢ تعداد بازدید: 2384
صفحه نخست » خطبه سال 97 » خطبه های نماز جمعه
الاخلاق الاسلامية (الاخلاق الإلهيّة) (اجتناب الذنوب والمعاصي)

الخطبة الأولى: 97115     18جمادي الأولى 1440

توصیة بتقوی الله عزوجل

عباد الله ! أوصیکم و نفسي بتقوی الله و اتباع أمره و نهیه و أحذركم من عقابه.

الموضوع: الاخلاق الاسلامية  (الاخلاق الإلهيّة) (اجتناب الذنوب والمعاصي)

 منذ أن خلق اللهُ الخليقة والخلقَ، وُلِدَ الصراعُ بين قُوى الباطلِ والحقِّ، وما تلك الحروبُ والأزماتُ، إلا بعضاً من إفرازاتِهِ، ونَزْراً من انعكاساتِهِ، التي ينبغي ألّا تَحرِفَ أذهانَنا عن الصراع الحقيقيّ المستتِرِ الأشَدِّ ضراوةً، بين الإنسانِ والمعاصي والذنوب؛ فما أهوَنَ الكوارثَ والنكباتِ التي تستهدِف جسدَ الإنسانِ وبناءَه أمامَ المآسي والفجائعِ التي تَمَسُّ مُثُلَه وعطاءَه!

فما فائدةُ القصورِ المَشيدةِ، والأزياءِ الفاخرةِ الجديدةِ، في غياب القيمِ العليا والأخلاقِ الحميدة؟

ولا تغرَّنَّكم تقارير المنظّمات الدولية في تصنيف الدول تقدّماً وتخلّفاً على أساس معاييرهم المادّيّة؛ إذ المعيارُ الحقيقيُّ الذي به يُقاسُ مستوى الحضارة والتطوّر هو مدى ابتعاد الأفراد والمجتمعات عن ارتكاب الذنوب والمعاصي. و

كم من أممٍ أفَلَت وحضاراتٍ سقَطَتْ وهي في ذروة قدرتها المادّيّة سلاحاً ومالاً وعمراناً، لمّا فشا فيها الذنوب والمعاصي، ونَخَرَ أُسُسَها من الداخل، وذلك قولُه تعالى: " أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم مِّن قَرْنٍ مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ مَا لَمْ نُمَكِّن لَّكُمْ وَأَرْسَلْنَا السَّمَاءَ عَلَيْهِم مِّدْرَارًا وَجَعَلْنَا الْأَنْهَارَ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُم بِذُنُوبِهِمْ وَأَنشَأْنَا مِن بَعْدِهِمْ قَرْنًا آخَرِينَ".

عبادَ الله! ليس من المبالغة في شيئ، إذا عُدَّت قضيةُ المعاصي والذنوب ذات أبعادٍ اجتماعيّة وعالميّةٍ، لها خطورتُها البالغةُ على المجتمعات البشريّة، ما يجعلها جديرةً بالتشخيص والعلاج، وحَرِيَةً بالتصدّي والاهتمام، لاجتنابها واستئصالِها والتحذير منها، وإطلاق المبادرات الجماعيّة للقضاء على أسبابها وعواملها وبواعثها، حتى لا تقضيَ على روح الأمّة والإنسانيّة المعنويّة والروحيّة، التي هي أساسُ استقرار المجتمعات وأمانِها، وركيزةُ تقدّمها وارتقائها. حتى إنّ اجتنابَ المعاصي والذنوب يأتي في قمّة الأخلاق الإلهيّة التي يجب أن يتحوّل إلى سلوكٍ عمليٍّ في تفاصيل حياتنا اليوميّة؛ يقول علي (ع): " عَجِبتُ لأقوامٍ يَحتَمُونَ الطّعامَ مَخافةَ الأذَى كَيفَ لا يَحتَمُونَ الذُّنوبَ مَخافةَ النّارِ .

مفهوم المعصية

عبادَ الله! إنّ العصيانَ خلافُ الطاعة. والمعصيةُ مخالفة أمرِ الله في ما أمر أو نهى؛ بترك المأمورات وفعل المحظورات. فأيُّ مصيبةٍ أدهى من تمرُّد العبدِ الجاهل الفقير المسكين المستكين، على الربِّ الحكيم العليم الخبير الذي لا يأمر بفعل، ولا ينهى عن آخر إلا لحكمة بالغة تدعو للسعادة في الدنيا والفلاح في الأخرى، ناهيكَ عن القيم الأخلاقيّة المضافة التي تحملها الأحكام الإلهيّة؛ فقد روي عنه (ص) في حجة الوداع أنه قال: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ وَ اللَّهِ مَا مِنْ شَيْ‌ءٍ يُقَرِّبُكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ وَ يُبَاعِدُكُمْ مِنَ النَّارِ إِلَّا وَ قَدْ أَمَرْتُكُمْ بِهِ وَ مَا مِنْ شَيْ‌ءٍ يُقَرِّبُكُمْ مِنَ النَّارِ وَ يُبَاعِدُكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ إِلَّا وَ قَدْ نَهَيْتُكُمْ عَنْه‌. بحارالانوار: 67/96.

فالمعاصي، في ضوء الكتاب والسنّة، تُطلَق على كلّ ما يمَسُّ علاقة الإنسان بربّه من ناحية، وعلاقته بغيره من المخلوقات حولَه؛ فترك الفرائض والظلم والغيبة والسرقة كلُّها من مصاديق المعاصي التي تحول دونَ بلوغ السعادة في الدنيا والآخرة. يقول علي (ع): " أَلاَ وَ إِنَّ اَلْخَطَايَا خَيْلٌ شُمُسٌ حُمِلَ عَلَيْهَا أَهْلُهَا وَ خُلِعَتْ لُجُمُهَا فَتَقَحَّمَتْ بِهِمْ فِي اَلنَّارِ أَلاَ وَ إِنَّ اَلتَّقْوَى مَطَايَا ذُلُلٌ حُمِلَ عَلَيْهَا أَهْلُهَا وَ أُعْطُوا أَزِمَّتَهَا فَأَوْرَدَتْهُمُ اَلْجَنَّةَ. نهج البلاغة.

كما تعدّدت الألفاظ التي تعبّر عن المعاصي في القرآن والحديث تبعاً لكلّ مناسبةٍ وحالةٍ؛ يقول العلامة الطباطبائي في تفسير الميزان:

 " الاثم هو العمل الذى يوجب بوباله حرمان الانسان عن خيرات كثيرة كشرب الخمر والقمار والسرقة مما يصد الانسان عن حيازة الخيرات الحيوية، ويوجب انحطاطا اجتماعيا يسقط الانسان عن وزنه الاجتماعي ويسلب عنه الاعتماد والثقة العامة.

وعلى هذا .....يظهر وجه اختلاف التعبير عن المعصية في الايات الكريمة تارة بالاثم واخرى بالخطيئة والسوء والظلم والخيانة والضلال، فكل واحد من هذه الالفاظ هو المناسب بمعناه لمحله الذى حل فيه".

عبادَ الله!

ليست المعاصي محصورةً بما يوجب العقاب فحسب، بل لعلّ في كلّ ما يُبعِد الإنسانَ عن مسار الثواب معصيةً حتى لو لم يوجب عقاباً إلهياً، لِحرمانه من نعمة الارتقاء نحو الكمال الروحيّ والمعنويّ وتخلّفه عن مسير الفطرة السليمة. ما يوضّح الآثار الاجتماعية للمعاصي التي تُسقِطُ صاحبَها من أعين الناس، فضلاً عن بعض الآثار الواقعيّة التي لا يراها إلا من بلغ درجةً عليا من العرفان؛ يقول صدر المتأهلين: كان هناك أفراد يرون ألسنة اللهب  تُقذَف من ألسنة بعض الخلق عند الكلام، ويتمثّلون كالتنور المتأجج ناراً عند صمتهم. وهذه حقيقة الغيبة والنميمة والإهانة... أعاذنا الله وإياكم منها جميعاً...

وللحديث تتمّة في الخطبة القادمة إن شاء الله.

فأسأل الله تعالى أن ينصرنا و اياكم و الأمة الاسلامية جمعا للاجتناب عن المعاصي و الذنوب والابتعاد عنها.

وأسال الله تعالى أن يوفقنا و اياكم و الأمة الاسلامية جمعا لطاعته و عبادته و أساله تعالى أن يوفقنا لننهل من المعارف الدينية الحقيقية الاصيلة وأتضرع الیه ان ياخذ بيدنا لتحصیل ما یوجب رضاه  بلزوم  تقواه. واستغفر الله لی و لکم و لجمیع المومنین و المومنات. ان احسن الحدیت و ابلغ الموعظه کتاب الله:

 

 

الخطبة الثانية: 97115     18جمادي الأولى 1440

اللهم صل وسلم علی صاحبة هذه البقعة الشریفة، الکریمة علی رسول الله و أمیر المومنین، و العزيزة علی أخویها الحسن والحسین، بطلة کربلا و عقیلة الهاشمیین ، بنت ولی الله، و أخت ولی الله، و عمة ولی الله، زینب الکبری علیها  أفضل صلوات المصلین.

أللهم وفقنا لخدمتها في هذا المکان الشریف، و هب لنا دعائها الزکي ، وارزقنا شفاعتها المقبولة، آمین یا رب العلمین.

عباد الله! أجدّد لنفسي ولکم الوصیة بتقوی الله، فإنها خیر الأمور وأفضلها.

أيها الاخوة و الأخوات!

تبيّن لنا أنّ المعاصيَ من أشدّ الملوّثات التي تهدّد بيئة الأمان والاستقرار الروحي والنفسيّ، لما تحمل من آثار سلبية خطيرة أشبهَ بالرائحة العفنة التي تُزكِم الأنوف وتؤذي النفوس؛ كما ورد ذلك الوصف في الأحاديث المرويّة عن المعصومين (ع):

عن عبدالله بن الإمام موسى الكاظم عليه السّلام، عن أبيه عليه السّلام، قال: سألته عن المَلَكينِ: هل يعلمان بالذنب إذا أراد العبد أن يفعله، أو الحسنة ؟ فقال: رِيحُ الكنيف ورِيحُ الطِّيب سَواء ؟! قلت: لا.

قال(ع): إنّ العبد إذا هَمَّ بالحسنة خرج نَفَسُه طيّبَ الريح، فقال صاحب اليمين لصاحب الشمال: قُمْ؛ فإنّه قد هَمّ بالحسنة، فإذا فعَلَها كان لسانُه قلمَه ورِيقُه مِدادَه، فأثبَتَها له. وإذا هَمّ بالسيّئة خرج نَفَسُه مُنتِنَ الريح، فيقول صاحب الشمال لصاحب اليمين: قفْ؛ فإنّه قد هَمّ بالسيّئة، فإذا هو فعَلَها كان لسانه قلمه وريقه مداده، فأثبَتَها عليه.

وفي ضوء الأثر الاجتماعيّ السلبيّ للمعاصي، الذي ذكرناه، نفهم السرَّ وراءَ تنفّر الرأي العامّ العالميّ من قوى الاستكبار والصهيونيّة، بشهادة إحصاءات مراكز الدراسات العالمية؛ حيث كانت أمريكا والكيان الصهيوني تحتلان رأس قائمة الدول المكروهة عالمياً. وعملياً تثبت التجارب أنّ هذه الكراهية تجاههما تتزايد بشكل تصاعديّ.

انظروا إلى أمريكا التي أنفقت آلاف المليارات لتحسين صورتها وموقعها في المنطقة، فماذا كانت النتيجة؟ لقد كانت النتيجة أنّ تلك التريليونات ذهبت حسراتٍ عليهم، حتى عبّر ترامب بنفسه وعلى لسانه عن امتعاضه من الطريقة المهينة التي تمّت بها زيارته للعراق متسلّلاً كالسرّاق المتسلّلين، لم يجرؤ خلالها على الخروج من أسوار قاعدته العسكرية التي لن تدوم طويلاً أيضاً. لأنّهم يعلمون أنّ ما ارتكبوه من جرائم وآثام وذنوب لا تُغتَفَر بحقّ شعوب المنطقة لن تمرّ دون حساب...

في المقابل، انظروا إلى مسيرة الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وثورتُها المباركة تدخل ربيعها الأربعين، وما تحظى به من تقدير واحترام من قبل شعوب المنطقة، رغم كافة الضغوطات والتهديدات التي تتعرّض لها من قبل أعدائها، ناهيك عن التشويه الإعلامي الذي تستهدفها. فماذا كانت الحصيلة؟

إنّ الحصيلة تجلّت في أمور كثيرة، ولكن يكفي أن نشير إلى إحداها، والتي أشار إليها إمامنا الخامنئي (دام ظله) مؤخراً، حين قال بأن شعار "الموت لأمريكا" كان يوماً ما محصوراً ببلادنا. أما الآن فقد أصبح شعاراً عالمياً يرفعه كل المناهضين للغطرسة الأمريكية على مستوى العالم؛ لأن هذا الشعار ليس مجرّد كلمات تتردّد، بل رسالةُ إرادة ووعي وصمود ومقاومة وإيمان يحمله السائرون على خط الأنبياء والأولياء والصالحين الذين يحاربون نشر المعاصي والذنوب والآثام، ولنردد معاً ذلك الشعار الرباني: "الموت لأمريكا".

أمّا التجلّي الآخر لمسار نجاح الثورة الإسلامية المباركة وشعبيتها؛ فيتمثّل في ثباتها على مبادئها في دعم المستضعفين والمظلومين من أبناء المنطقة باعتبارهم أصحاب الأرض الحقيقيين الذين يجب الرهان على مقاومتهم وصمودهم؛ وهو ما قامت به من خلال دعمها للأشقاء في سوريا ولبنان وفلسطين والعراق وغيرها بكل فخر واعتزاز التزاماً بواجبها وتكليفها؛ وهو ما حقّق الانتصارات تلو الانتصارات لصالح محور المقاومة، وجعل أعداءها يتخبطون بعد الهزائم التي تلقّوها؛ ما جعلهم يُرعِدون ويُزبِدون وفي غيّهم يعمهون. فيفضحون إفلاسهم بلجوئهم إلى ممارساتهم القديمة التي عفا عليها الزمن. فطوراً تدعو أمريكا لمؤتمرٍ ضد إيران في بولندا، لتُصدَمَ بفشله قبل أن ينعقد بعد رفض كثير من الدول المشاركة فيه، لا بل إن مساعد وزير خارجية الدولة المضيفة زار إيران ليوضّح لها أنهم لا يستهدفونها. وتارةً تدفع ربيبتها إسرائيل لاستهداف سوريا المقاومة بصواريخ عن بُعدٍ لتُصعقَ بالرد الأولي بإسقاط أغلب تلك الصواريخ. ناهيك عن التهديد الذي تلقاه الكيان الصهيوني برد مزلزل في حال تكرّر العدوان. وقد أعذَر من أنذَر. ولا شكّ في أنّ الردّ الأقسى كان في ترسّخ حالة الوعي بأهمية المقاومة ومحورها في مواجهة الكيان الغاصب الذي لن يمنع عدوانه عن تمسّكنا بشعارنا الدائم الذي لا نتركه قبل زوال الغدة السرطانية‘ والنردد معا و باعلى الأصوات تلو الشعار المتقدم : "الموت لإسرائيل"....

وإنّ هذه الممارسات العدوانيّة ستزيد التلاحم والأخوّة بين قوى محور المقاومة أكثر فأكثر، ولا سيما بين إيران وسوريا التي امتزجت دماء شهدائهما الطاهرة على هذه الأرض المباركة دفاعاً عن قيم المقاومة والصمود والعزة....

أيها الأخوة والأخوات!

إن السر وراء انتصارات محور المقاومة وعزتها يكمن في أنها لا تتصرف حسب ردود الأفعال العاطفية، من موقع المنفعل، بل هي تختار المكان والزمان والأسلوب المناسب للتعامل مع استفزازات العدوّ... وهذا المحور لم ولن يضيّع وقته الثمين للدخول في سجالات كلامية مع تخرّصات رئيس وزراء كيان العدوّ الغارق في مشاكله الداخلية التي تدفعه للتخبّط خبطَ عشواء....

ونقول للأعداء: إنّ مسيرة الانتصارات التي بدأت في لبنان وفلسطين واستمرّت في العراق وسوريا واليمن لن تتوقف حتى تحقيق الوعد ا لإلهي الذي بشر به إمامنا القائد الخامنئي (دام ظله) بالصلاة جماعةً في القدس الشريف بعد تحريره من دنس الاحتلال. إنهم يرونه بعيداً ونراه قريباً.

فأسأل الله تعالى أن ينصر الأمة الاسلامية ومحور المقاومة والمجاهدين في كل مكان.

وأسأله تعالى أن ينصر جميع الشعوب المستضعفة في مواجهة المستكبرين والصهاينة والمتصهيِنين.

اللهم اغفر لنا، و لوالدینا و لمن وجب له حق علینا.

اللهم اصلح کل فاسد من امور المسلمین. اللهم لا تسلط علینا من لایرحمنا.

اللهم اید الاسلام و المسلمین، واخذل الکفار و المنافقین.

اللهم احفظ مراجعنا الدینیه لاسیما السید القائد الامام الخامنئی.

اللهم عجل لوليك الفرج و العافية و النصر واجعلنا من خير أعوانه و أنصاره و شيعته و محبيه.

استغفر الله لی و لکم و لجمیع المومنین و المومنات. ان احسن الحدیت و ابلغ الموعظه کتاب الله:

 



Share
* نام:
ایمیل:
* نظر:

پربازدیدترین ها
پربحث ترین ها
آخرین مطالب
صفحه اصلی | تماس با ما | آرشیو مطالب | جستجو | پيوندها | گالري تصاوير | نظرسنجي | معرفی استاد | آثار و تألیفات | طرح سؤال | ایمیل | نسخه موبایل | العربیه
طراحی و تولید: مؤسسه احرار اندیشه