2024 March 19 - سه شنبه 29 اسفند 1402
حكم عالية من وحي أعمال عيد الأضحی
کد خبر: ٢٥٤٠ تاریخ انتشار: ٣١ مرداد ١٣٩٧ - ٠٤:١٥ تعداد بازدید: 1980
صفحه نخست » خطبه سال 97 » خطبه های نماز جمعه
حكم عالية من وحي أعمال عيد الأضحی

(عيد الاضحي)

الخطبة الاولي : 10 ذو الحجة 1439  - 1397531

توصیة بتقوی الله عزوجل

عباد الله ! أوصیکم و نفسي بتقوی الله و اتباع أمره و نهیه و أحذركم من عقابه.

الموضوع: حكم عالية من وحي أعمال عيد الأضحی

في البداية اسمحوا لي أن أهنئكم والأمة الإسلامية جمعاء وسماحة ولي أمر المسلمين الإمام الخامنئي (دام ظله) ومراجع التقليد العظام بحلول عيد الأضحى المبارك، سائلين الباري عز وجل أن يعيدها علينا بالنصر والبركة والسرور.

عبادَ الله! من المسلَّم به لدينا، نحن المسلمين، تلقّي الدين عقيدةً وعملاً من منابعه الإلهيّة الصافية كتاباً وأهل بيت (ع)؛ فلله وحدَه الأمر والنهي كما أنّ له الأمر والتدبيرَ، قال تعالى: "أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ" [الأعراف]، فأَرَانَا مِنْ مَلَكُوتِ قُدْرَتِهِ، وَعَجَائِبِ مَا نَطَقَتْ بِهِ آثارُ حِكْمَتِهِ، فَصَارَ كُلُّ مَا خَلَقَ حُجَّةً لَهُ وَدَلِيلاً عَلَيْهِ، وَإِنْ كَانَ خَلْقاً صَامِتاً، فَحُجَّتُهُ بِالتَّدْبِيرِ نَاطِقَةٌ بأن لا يصدر عنه شيئ إلا عن حكمة فتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ.

ومن دواهي عصرنا وجنايات دهرنا، أن يتصدّر من لا علم له كي يخوض في دين الله برأيه بغير هدى ولا بصيرة تحليلاً وتحريماً فيوجّه سهام النقد لبعض المستحبّات من الأعمال الشرعيّة عدواً بغير علم، متهجّماً على تقديم الأضاحي في العيد مقدّماً التبريرات السخيفة منساقاً وراء الدعايات المغرضة التي تبثّها الأبواق المعادية للإسلام باسم التحضّر المتبرِّئ منها، مرتكباً من حيث يدري ولا يدري إثم التقدّم على الله ورسوله، يقول تعالى: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ " [الحجرات].

فلو لم يكن هؤلاء ممن استحكم الضعف في إيمانهم والخفّة بعقولهم لما هرفوا بما لم يعرفوا، وكان حريّاً بهم أن يتواضعوا ليسألوا عن علّة استحباب التضحية يومَ العيد والحكمة الكامنة فيها، حتى أمرنا الله بها واجباً لمن حضر الحج ونافلةً لمن كان في غيره، ناهيك عما أعدّ لذلك العمل من الفضل الكبير والثواب العظيم! ثمّ أنّى للعبد أن يتجرّأ على مولاه الحكيم ليطالبه بتوضيح العلل والحيثيّات، ولكنّه الجهل الذي ابتلي به العباد، فلا حول ولا قوة إلا بالله.

أيها المؤمنون! لقد رسم القرآن الكريم لنا أوضح منهج يحمينا من الزلل ويقينا من الخطل، حين قال عزّ من قائل: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَٰلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا" [النساء]؛  فإليكم بعض ما ورد من أحاديث في هذا الباب، نقدّمها بما روي عن الرضا (ع) تأكيداً لما صدّرنا به كلامنا من تلازم الحكمة والمصلحة في أوامر الله ونواهيه؛ حيث يقول (ع): 

 "أَنَّا وَجَدْنَا كُلَّ مَا أَحَلَّ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى فَفِيهِ صَلَاحُ الْعِبَادِ وَ بَقَاؤُهُمْ وَ لَهُمْ إِلَيْهِ الْحَاجَةُ الَّتِي لَا يَسْتَغْنُونَ عَنْهَا وَ وَجَدْنَا الْمُحَرَّمَ مِنَ الْأَشْيَاءِ لَا حَاجَةَ لِلْعِبَادِ إِلَيْهِ وَ وَجَدْنَاهُ مُفْسِداً دَاعِياً إِلَى الْفَنَاءِ وَ الْهَلَاکِ" علل الشرایع، ج2، باب 385، ص577.

أمّا حكم التضحية يوم العيد فيمكن استعراض بعض منها في ما يلي من عناوين:

1. بلوغ التقوى:

فالتضحية عبادة تقوم على قصد القربة إلى الله، ما يجعلها من وسائل نيل التقوى.

عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : قلت له : ما علة الأضحية ؟ فقال له : إنه يغفر لصاحبها عند أول قطرة تقطر من دمها على الأرض ، وليعلم الله عز وجل من يتقيه بالغيب ، قال الله عز وجل : " لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم "  ثم قال : انظر كيف قبل الله قربان هابيل ورد قربان قابيل . وسائل الشيعة (آل البيت) ج 14 ص 206.

2. اجتثاث آفة الطمع من الإنسان:

فكم من إنسان أقعده طمعه بالدنيا وحطامها عن بلوغ منازل القرب الإلهيّ، فيقعد يوم القيامة ملوماً محسوراً. فما أحرى به أن يروّض نفسه على التحرّر منها من خلال التضحية، فعن الإمام زین العابدین(ع) أنه قال: "فَعِنْدَ مَا ذَبَحْتَ هَدْيَكَ نَوَيْتَ أَنَّكَ ذَبَحْتَ حَنْجَرَةَ الطَّمَعِ بِمَا تَمَسَّكْتَ بِهِ مِنْ حَقِيقَةِ الْوَرَع‏" .مستدرک الوسائل:  ج 10، ص 170.

و قال أیضاً: "وَاذْبَحْ حَنْجَرَةَ الْهَوَى وَ الطَّمَعِ عِنْدَ الذَّبِيحَة". مصباح الشریعة، ص496.

3. غفران الذنوب:

كل ابن آدم خطّاء يجترح الذنوب والخطايا عند الغفلة، فيُهرَع لالتماس سبيل تكفيرها طارقاً كلّ بابٍ، والتضحية منها.

عن أبي بصیر: قلت للصادق (ع): "مَا عِلَّةُ الْأُضْحِيَّةِ فَقَالَ إِنَّهُ يُغْفَرُ لِصَاحِبِهَا عِنْدَ أَوَّلِ قَطْرَةٍ تَقْطُرُ مِنْ دَمِهَا عَلَى الْأَرْضِ". وسائل الشیعه، ج 10، باب 60، ص 174،

و في حدیث آخر عن عليّ (ع): "لَوْ عَلِمَ النَّاسُ مَا فِي الْأُضْحِيَّةِ لَاسْتَدَانُوا وَ ضَحَّوْا إِنَّهُ لَيُغ ْفَرُ لِصَاحِبِ الْأُضْحِيَّةِ عِنْدَ أَوَّلِ قَطْرَةٍ تَقْطُرُ مِنْ دَمِهَا". وسائل الشیعه، ج 10، باب 60، 177.

و في روایة أخری عن بشر بن زید قال: قال رسول الله (ص) لابنته الزهراء (ع): "اشْهَدِي ذَبْحَ ذَبِيحَتِكِ فَإِنَّ أَوَّلَ قَطْرَةٍ مِنْهَا يَغْفِرُ اللَّهُ بِهَا كُلَّ ذَنْبٍ عَلَيْكِ وَ كُلَّ خَطِيئَةٍ عَلَيْكِ (إِلَى أَنْ قَالَ) وَ هَذَا لِلْمُسْلِمِينَ عَامَّةً".  وسائل الشیعه، ج14 باب 60، ص 151.

و قال الإمام زین العابدین (ع): "إِذَا ذَبَحَ الْحَاجُّ كَانَ فِدَاءَهُ مِنَ النَّارِ". المحاسن، ج 1، ص67.

أسال الله تعالى أن يوقنا للانتهال من المعارف الالهية والعمل بها. واتضرع الیه ان ياخذ بيدنا لتحصیل ما یوجب رضاه  بلزوم  تقواه ویجنبنا جمیع المعاصي والذنوب.

 واستغفر الله لی و لکم و لجمیع المومنین و المومنات. ان احسن الحدیت و ابلغ الموعظه کتاب الله:

الخطبة الثانية: 10 ذو الحجة 1439  - 1397531

أللهم صل و سلم علی صاحبة هذه البقعة الشریفة، الکریمة علی رسول الله و أمیر المومنین، و العزيزة علی أخویها الحسن والحسین، بطلة کربلا و عقیلة الهاشمیین ، بنت ولی الله، و أخت ولی الله، و عمة ولی الله، زینب الکبری علیها  أفضل صلوات المصلین.

أللهم وفقنا لخدمتها في هذا المکان الشریف، و هب لنا دعائها الزکي ، وارزقنا شفاعتها المقبولة، آمین یا رب العلمین.

عباد الله! اجدد لنفسی و لکم الوصیه بتقوی الله، فانها خیر الامور و افضلها.

أيّها الإخوة والأخوات!

4. انتصار المؤمنين واندحار الشياطين:

حذّرنا الله تعالى من الشيطان بشدّة واصفاً إياه بالعدوّ المتربّص بنا الدوائر كي يستغلّ زلاتنا ليتقدّم وقبيله بجيشه على حسابنا ويقطع الطريق أمامنا نحو الجنّة، وهو لا يكلّ ولا يملّ في عمله ورسم خططه ونصب فخاخه، يقول تعالى: " يَا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ" [الأعراف]. حتى إذا حلّ يوم الأضحى وتوجّه الحجيج لأداء مناسكهم منقطعين عن الدنيا إلى الله مقدّمين أضحياتِهم راجمين الشيطان لا يلوون على شيئ سوى رضى الله ليعودوا كيوم ولدتهم أمهاتهم مطهَّرين من الخطايا والذنوب، حينئذٍ تذهب جهود الشيطان هباءً ويندحر وجنودَه مسودّةً وجوههم مذمومين مدحورين، وأيّ يوم أسوأ وأسود من ذلك اليوم عليهم!

5. إحياء النهج التوحيدي الإبراهيمي:

إن كان للتوحيد من أبطال فإنّ إبراهيم (ع) من الفئة الأولى؛ فمنه انبثقت الأديان التوحيدية التي لا يزال أتباعها يعتزّون بالانتماء إليه، ففي التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري عليه السلام عن رسول الله صلى الله عليه وآله ـ :

 

قَولُنا : إنّ إبراهيمَ خَليلُ اللّه؛ فإنّما هُو مُشْتَقٌّ مِن الخَلَّةِ و الخُلَّةِ. فأمّا الخَلّةُ  فإنّما مَعناها الفَقرُ و الفاقَةُ ؛

فَقَد كانَ خَليلاً إلى ربِّهِ فَقيرا و إلَيهِ مُنقَطِعا و عَن غَيرِهِ مُتَعَفِّفا مُعرِضا مُستَغنياً، وذلكَ لَمّا اُريدَ قَذفُهُ في النّارِ  فرُمِيَ بهِ في المنجَنيقِ .

فبَعَثَ اللّه تعالى جَبرئيلَ عليه السلام و قالَ لَهُ : أدرِكْ عَبدي .

فجاءَهُ ، فلَقِيَهُ في الهَواءِ ، فقالَ : كَلِّفْني ما بَدا لكَ ؛ فَقَد بَعَثَني اللّه لِنُصرَتِكَ، فقالَ : بَل حَسبيَ اللّه و نِعمَ الوَكيلُ . إنّي لا أسألُ غَيرَهُ و لا حاجَةَ لي إلاّ إلَيهِ؛ فسَمّاهُ خَليلَهُ . أي فَقيرَهُ و مُحتاجَهُ و المُنقَطِعَ إلَيهِ عَمّن سِواهُ .

ولا شكّ في أنّ استذكار مثل أولئك القدوات يدفع لمزيد من العمل والسعي لتمثُّل سيرتها. وإحدى وسائل التذكير يتجسّد في الهدي والأضاحي.

فعن الإمام زین العابدین (ع) قال: "فَعِنْدَ مَا ذَبَحْتَ هَدْيَكَ نَوَيْت‏ ... أَنَّكَ اتَّبَعْتَ سُنَّةَ إِبْرَاهِيمَ علیه السلام بِذَبْحِ وَلَدِهِ وَ ثَمَرَةِ فُؤَادِهِ وَ رَيْحَانِ قَلْبِهِ وَ اَحْیَیْتَ سُنَّتَهُ لِمَنْ بَعْدَهُ وَ قَرَّبَهُ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى لِمَنْ خَلْفَه". (مستدرک الوسائل، ج 10، ص170.

أيها المؤمنون! ومع ذلك كلّه، شتّان بين من يذبح الهدي  ونبي الله إبراهيم (ع) الذي أراد أن يقدّم ولده ليذبحه في سبيل مرضاة الله!

سلام الله عليك يا أبا عبد الله الحسين وقد فقت جدّك إبراهيم جهاداً وتضحيةً وفداءً في سبيل الله حين قدّمت خيرة أهل بيتك وأصحابك قرابين بكربلاء ونحن نستذكر هذه الأيام خروجك بهم مع أختك العقيلة زينب (س) ونسائك وبناتك من مكة إلى كربلاء.

هناك حيث سترى بأم عينك ولدك علي الأكبر أشبه الناس خلقاً وخُلقاً ومنطقاً برسول الله وسيوف الأعداء ورماحهم يقطّعونه إرباً إرباً. هناك حيث يذبح طفلك الرضيع على صدرك من الوريد إلى الوريد.

هناك حيث ستتعرض أختك العقيلة لموقف أبكت كل عدو وصديق حين رفعت جسدك عن الأرض وهي تقول: اللهم تقبل منا هذا القربان.

ولا زال أتباع الحسين (ع) يسيرون على درب ذات الشوكة نفسه عبر العصور؛ ألم يستشهد حجاجنا بمنى قبل أعوام وقد استبدّ بهم العطش وأجهدهم الحرّ وهم يطلبون شربةً من الماء دون أن يمدّ لهم أعداء الله من آل سعود يد المساعدة.

ولا غرابة في ذلك فالقوم أبناء القوم. ألم ترتكب عصاباتهم المأجورة أفظع المجازر والجرائم هنا على أرض سوريا الحبيبة وقبل أيام في ضحيان اليمن ومدارس الأطفال بأفغانستان بأسلحة أميركية صهيونية وسط صمت عالمي مريب ومخجل.

ولكن مع ذلك كلّه، نقول: كما انتصر دم الحسين على سيف يزيد، فإن المستضعفين من أبناء المقاومة سينتصرون كما انتصروا في لبنان والعراق على الصهاينة وداعش وكما انتصروا في سوريا وسينتصرون في اليمن والبحرين. وما النصر إلا من عند الله القوي العزيز.

وكل عام وأنتم بخير.

اللهم احشرنا مع شهدائنا واشف مرضانا و ارحم موتانا وانصر مجاهدينا و فك اسرانا و المحاصرين في كل مكان و أرجع الينا شبابنا سالمين و غانمين.

اللهم احفظ علماءنا و مراجعنا لاسيما الامام ولي أمر المسلمين السيد علي الخامنئي حفظه المولي و أطل بعمره الشريف حتي يسلم راية الثورة الاسلامية و راية محور المقاومة الي يد صاحب العصر الزمان(ع).

اللهم أعد الأمن و الأمان لهذا البلد و جميع البلاد الاسلامية.

اللهم اغفر لوالدينا و من وجب له حق علينا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا.

اللهم عجل لولیک الفرج. والعافیه النصر و اجعلنا من خیر اعوانه و انصاره و شیعته. اللهم وفقنا لماتحب و ترضاه. واستغفر الله لي و لكم و لجميع المومنين و المومنات .ان أحسن الحديث و ابلغ الموعظه كتاب الله عزوجل.

 



Share
* نام:
ایمیل:
* نظر:

پربازدیدترین ها
پربحث ترین ها
آخرین مطالب
صفحه اصلی | تماس با ما | آرشیو مطالب | جستجو | پيوندها | گالري تصاوير | نظرسنجي | معرفی استاد | آثار و تألیفات | طرح سؤال | ایمیل | نسخه موبایل | العربیه
طراحی و تولید: مؤسسه احرار اندیشه