2024 March 19 - سه شنبه 29 اسفند 1402
الاخلاق الاسلامية (أهمية الاخلاق و دورها في جميع ابعاد حياة البشر)
کد خبر: ٢٥٣٩ تاریخ انتشار: ٢٦ مرداد ١٣٩٧ - ٢٢:٤٩ تعداد بازدید: 2177
صفحه نخست » خطبه سال 97 » خطبه های نماز جمعه
الاخلاق الاسلامية (أهمية الاخلاق و دورها في جميع ابعاد حياة البشر)

الخطبة الاولی: 5 ذوالحجة 1439  - 2651397

 توصیة بتقوی الله عزوجل

عباد الله ! أوصیکم و نفسي بتقوی الله و اتباع أمره و نهیه و أحذركم من عقابه.

الموضوع: الاخلاق الاسلامية (أهمية الاخلاق و دورها في جميع ابعاد حياة البشر)

تمثّل حياة البشر منظومة متعددة الأبعاد منها ما هو نظري يعكس الجانب العقائدي. وآخر عملي يتجلى في كل من الشريعة والاخلاق؛ فهما يتمظهران في الانسان عملاً وسلوكاً. ويكمن الفرق بين الاخيرتين بأن الشريعة هي المظهر الخارجي للدين أما الاخلاق فهي حقيقة الدين والغاية التي يبغي الشارع من الانسان المؤمن بلوغها بسلوكياته و أعماله.

فلا غرو أن نجد رسول الله (ص) يعبّر عن الهدف النهائي من بعثته بالقول: انما بعثت لأتمم مكارم الاخلاق.

وكي ندرك أهمية الأمر وعظمته يكفي ان جعل الله الاخلاق في قمة عطاياه التي لا تعد ولا تحصى لرسوله الكريم آيةً تتلى آناء الليل واطراف النهار تتردد اصداؤها على مدى الدهور حيث قال:

و انك لعلى خلق عظيم.

فلو حبا الله حبيبه هديةً اعظم منها لصرّح؛ تأكيداً على انها الطريق المختصرة للتقرب الى الحق من خلال الخلق؛ فالأخلاق الحسنة والسلوك القويم أجملُ حُلَّةٍ, يتميز بها المرء عن اقرانه من العباد، وأقومُ سبيل يسلكه المريدُ إلى ربِّ العباد.

فلذلك قال صلى الله عليه واله وسلم: ما من شيء في الميزان أثقل من حسن الخلق. رواه الترمذي (2002)، وابن حبان 12/506.

قال صلى الله عليه واله وسلم: إن الرجل ليدرك بحسن خلقه درجات قائم الليل صائم النهار. رواه أبو داود (4798)، وأحمد (6/187) (25587).

وما يزيد حسن الاخلاق حسناً تكفّل الله بتعليمها؛ فهو تعالى المعلم الأكبر لها، وهو مربّي النّفوس، ومصدر كلّ الفضائل، ومقام القرب منه لا يُنال إلاّ بالتّحلي بالأخلاق الإلهيّة، ما يؤهّل صاحبها لأداء رسالته على الوجه الاكمل. فهذا معلم البشرية رسولنا الاكرم ص، لمّا نال شرف الخلق العظيم تلقى تعاليم ربه بتربية الخلق و تزكية الخلق و تعليم الخلق:

هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ, الجمعة:2.

فمن رام النجاة في الدنيا والفلاح في الاخرى فعليه بحسن الاخلاق فقد

جاء في حديث عن أمير المؤمنين عليه السلام، حيث قال: "لَوكُنّا لا نَرجوجنّةً ولا ناراً ولا ثواباً ولا عِقاباً، لكان يَنبغي لَنا أن نُطالِبَ بِمكارمِ الأخلاقِ فإنّها ممّا تَدُلُّ على سبيلِ النجاحِ.

فما احوجنا للاخلاق في مجتمعاتنا التي تنوء تحت ثقل المشكلات وتشكو من وجع الافات على مختلف الصعد والمستويات! وما ذلك الا من ضياع القيم الروحية والفضائل الخلقية، ما أضعف مناعتها فصارت عرضةً للامراض الاجتماعية كالمخدرات والمسكرات والتعدي على الحقوق والتهاون في الواجبات، ليصار الى الوقوع في ادهى الدواهي واقبح المزلات من البعد عن الله ونسيان الله؛ فوقع ما حذر الله منه حين قال:

(وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ أُوْلَئِكَ هُمُ الفَاسِقُونَ) [الحشر : 19] .

فلا سبيل لصد موجات الشهوات والمغريات التي تُغرِق شبابنا الا بالرجوع الى الله من خلال الاخلاق فهي الدرع الواقي والجُنّة المنيعة، فضلاً عن انها الاكسير التي تعيد للامة حياتها وتجدد شبابها؛ وكما يقول الشاعر:

وإنما الامم الاخلاق ما بقيت                فإنْ هُمُ ذهبَت اخلاقُهُم ذهبوا.

فان كانت الاخلاق مطلباً ملحاً لدى العامة فهي اشد الحاحاً لدى الخاصة واصحاب الشأن والمكانة في الناس، ولنعم ما قال الشاعر:

فَإِذا    رُزِقتَ    خَليقَةً   مَحمودَةً        فَقَدِ    اِصطَفاكَ   مُقَسِّمُ   الأَرزاقِ

فَالناسُ    هَذا    حَظُّهُ   مالٌ   وَذا        عِلمٌ    وَذاكَ    مَكارِمُ   الأَخلاقِ

وَالمالُ   إِن   لَم   تَدَّخِرهُ   مُحَصَّناً       بِالعِلمِ     كانَ    نِهايَةَ    الإِملاقِ

وَالعِلمُ   إِن   لَم   تَكتَنِفهُ   شَمائِلٌ        تُعليهِ     كانَ     مَطِيَّةَ    الإِخفاقِ

لا   تَحسَبَنَّ   العِلمَ   يَنفَعُ  وَحدَهُ         ما     لَم    يُتَوَّج    رَبُّهُ    بِخَلاقِ

كَم    عالِمٍ   مَدَّ   العُلومَ   حَبائِلاً          لِوَقيعَةٍ        وَقَطيعَةٍ        وَفِراقِ

وما اجمل حياة معصومينا وأئمتنا ع حين نقرأ سيرهم العطرة؛ اذ نراها طافحةً بمكارم الاخلاق التي بدؤوا بتطبيقها على انفسهم قبل ان يدعوا الناس اليها، مجسدين الحديث المنقول عن الصادق عن أبيه (عليهما السلام): أنه قال لجابر ابن عبد الله الأنصـاري: " يا جابر، أيكتفي من ينتحل التشيع أن يقول بحبنا أهل البيت، فوالله ما شيعتنا إلا من اتقى الله وأطاعه، وما كانوا يعرفون يا جابر، إلا بالتواضع والتخشع، والأمانة، وكثرة ذكر الله، والصومُ الصلاة، والبر بالوالدين، والتعاهد للجيران من الفقراء، وأهل المسكنة، والغارمين، والأيتام، وصدق الحديث، وتلاوة القرآن، وكف الألسن عن الناس إلا من خير، وكانوا أمناء عشائرهم في الأشياء. قال جابر: فقلت: يا ابن رسول الله، ما نعرف اليوم أحداً بهذه الصفة، فقال: يا جابر، لا تذهبن بك المذاهب، حسب الرجل أن يقول: أحبّ علياً وأتولاه، ثم لا يكون مع ذلك فعالاً ؟ فلو قال: إني احب رسول الله، فرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) خير من علي (عليه السلام)، ثم لا يتبع سيرته ولا يعمل بسنته ما نفعه حبه إياه شيئاً، فاتقوا الله، واعملوا لما عند الله، ليس بين الله وبين أحد قرابة، أحبّ العباد الى الله عز وجل (وأكرمهم عليه) أتقاهم وأعملهم بطاعته. يا جابر، والله ما يتقرب الى الله تبارك وتعالى إلا بالطاعة وما معنا براءة من النار، ولا على الله لأحد من حجة، من كان لله مطيعاً فهو لنا ولي، ومن كان لله عاصياً فهو لنا عدو، وما تنال ولايتنا إلا بالعمل والورع".

وهناك الكثير من التوجيهات المروية عنهم ع فيما يخص الحث على التزام الاخلاق، اشير الى بعض منها بعناوين:

. التمسك بالاخلاق مفتاح الانتفاع بالعقل:

 علي ع: من لم يهذّب نفسه لم ينتفع بالعقل.  غررالحكم: 700/2.

 . تضييع الاخلاق سبب للهلاك:

علي ع: من اصلح نفسه ملكها و من اهمل نفسه اهلكها.  غررالحكم، ح 140.

. الاخلاق صلة الوصل بين العبد وربه عبر خلقه:

علي ع: انّ الله عزوجل جعل محاسن الاخلاق وصله بينه و بين عباده، فنحبّ احدكم ان يتمسّك بخلق متّصل بالله تعالى. مستدرك الوسايل: 192/11، ح 19.

الاخلاق باب من ابواب رحمة الله وبركاته:

علي ع: ما اعطى الله سبحانه شيئا من خير الدنيا والاخره الاّ بحسن خلقه و حسن نيته.  غررالحكم: 750/2، ح 217.

رزقنا الله واياكم بمحاسن الاخلاق ونفعنا بالعمل بها.

أسال الله تعالى أن يرزقنا و اياكم بمحاسن الاخلاق و ينفعنا بالعمل بها. واتضرع الیه ان ياخذ بيدنا لتحصیل ما یوجب رضاه  بلزوم  تقواه ویجنبنا جمیع المعاصي والذنوب.

 واستغفر الله لی و لکم و لجمیع المومنین و المومنات. ان احسن الحدیت و ابلغ الموعظه کتاب الله:

 

الخطبة الثانية: 5 ذوالحجة 1439  - 2651397

أللهم صل و سلم علی صاحبة هذه البقعة الشریفة، الکریمة علی رسول الله و أمیر المومنین، و العزيزة علی أخویها الحسن والحسین، بطلة کربلا و عقیلة الهاشمیین ، بنت ولی الله، و أخت ولی الله، و عمة ولی الله، زینب الکبری علیها  أفضل صلوات المصلین.

أللهم وفقنا لخدمتها في هذا المکان الشریف، و هب لنا دعائها الزکي ، وارزقنا شفاعتها المقبولة، آمین یا رب العلمین.

عباد الله! اجدد لنفسی و لکم الوصیه بتقوی الله، فانها خیر الامور و افضلها.

أيّها الإخوة والأخوات!

نستقبل في الأسبوع القادم مناسبات عديدة وبعضها مهمة وأودّ إيجازها في الآتي:

المناسبة الأولى: يوم استشهاد الإمام الباقر(ع) في يوم السابع من ذي الحجة؛ لذلك أتقدّم إليكم بالتعازي القلبية الحارة في ذكرى استشهاد الإمام الباقر.

المناسبة الثانية: يوم عرفة وأعمالها المختصة به.

إنّ يوم عرفة يوم دعاء و يوم مسألة العبد من الرب وهو من أفضل الأيام في كل عام.

نعم إنّ سؤال العباد من الله تعالى في كلّ زمان حسن ومطلوب، ولكنه في بعض الأيام أحسن ومن جملتها يوم عرفة؛ فلا ينبغي لأحد أن يسأل غير الله سؤالاً، لأن أبواب الإجابة في يوم عرفة كلّها مفتوحة، وبالتالي لا يحتاج أحد إلى السؤال من غير الله تعالى، وحتّى العاصون والمذنبون لا يليق بهم السؤال من غير الله تعالى، سمع علي بن الحسين(ع) يوم عرفة سائلاً يسأل الناس فقال له: ويحك أغير الله تسأل في هذا اليوم!إنّه ليرجى لما في بطون الحبالى في هذا اليوم أن يكون سعيدا.

أي إنّ الجنين الذي في بطن أمه لا يمكنه بنفسه أن يدعو الله بلسانه لكن يمكن بسبب دعاء والديه ودعاء من يدعو له أن يكون من الصالحين والسعداء فضلاً عنكم؛ لأنكم قادرون على السؤال من الله  وطلب المغفرة بأنفسكم.

إنّ يوم عرفة يوم عناية الله تعالى بالخلق فقد قال الإمام علي بن الحسين زين العابدين: إذا كان يوم عرفة قال الله تعالى لملائكة السماء الدنيا انظروا إلى عبادي أتوني شعثاً غُبراً، حقاً عليّ أن أجيبهم،أشهدكم أني قد شفَّعتُ محسنَهم في مسيئهم وقد تقبلت من محسنهم فليفيضوا مغفوراً لهم.

و من الأعمال الخاصة بهذا اليوم أولا: إحياء ليلة عرفة و صوم يوم عرفة و قراءة الدعاء الخاص بيوم عرفة

و أما حسب المستفاد من الروايات إذا دار الأمر بين الدعاء وبين الصيام فالدعاء في يوم عرفة أفضل.

و الصدقة. روي أنّ أبا جعفر الباقر(ع)  كان يوم عرفة  لا يرد سائلاً.

المناسبة الثالثة: عيد الأضحى

فأهنئكم بهذه المناسبة العظيمة و أدعوكم للمشاركة والحضور في صلاة يوم الاضحي وكل عام وانتم بخير.

المناسبة الرابعة: وهي تحتلّ مكانة مهمّة وهي ذكرى شهادة العديد  من حجاج بيت الله الحرام بمنى.

أيها الإخوة والأخوات إنّ حادثة منى قبل ثلاث سنوات حادثة دامية وكارثة رهيبة وقعت في أيام الحج بأيدي الشجرة الملعونة القذرة آل سعود لعنهم الله.

لقد نقض آل سعود القواعد المسلمة والمؤكَّدة في الإسلام لدى جميع الفرق الإسلاميّة لا في كارثة مني فقط بل منذ تاريخ استيلائهم على بلد بزوغ الإسلام ومهبط القرآن ومبعث النبي الأكرم.

إنّ آل سعود بتلك الحادثة انتهكوا اصلاً مسلماً بين الموحدين في العالم وهو صون الأمان في بيت الله تعالى والحرم والمشاعر ومكة، إنّ أيام الحج وموسم الحج أيّام أمن وأمان للعموم، وإن بيت الله الحرام ومنطقة الحرم مكان أمن فلا يجوز لأحد أن يتعرض لهذا الأمان زماناً ومكاناً.

إنّ آل سعود قد خرقوا هذا الأمن والأمان بقتل عدّة من الحجاج في بيت الله الحرام وفي منى في أكثر السنوات الماضية، ناهيك عن اننا نجدهم اليوم قد وضعوا أيديهم بأيدي الاستكبار العالمي والصهيونية العالمية ويشاركونهم في قتل المسلمين فالصهاينة يقتلون المسلمين في فلسطين، وآل سعود يقتلون المسلمين من الاطفال و النساء في اليمن.

ايها الاخوة  الأخوات!

يفتك بالعالم كله الحرب و القتل و الظلم فهناك القتل في فلسطين و في سوريا و في العراق و في افغانستان و باكستان و في اليمن و في بعض الاماكن و البلدان في العالم. ومن يتأمل هذه الحروب و القتل و الظلم والحصار يجدها في الحقيقة مرتبطة بعضها ببعض و ان كانت متفرقة في البلاد المختلفة و المتعددة‘ من فلسطين الي اليمن !

و بهذا البيان يمكن أن نعتبر هذه الحروب و القتل و التدمير و غيرها مشروعا متكاملا من العدو‘ سواء الحرب الصهيونية ضد الفلسطينين أو الحرب الداعشية ضد الشعب العراقي أو  حرب القاعدة و اخيرا داعش ضد الشعب الافغاني‘ أو  الحرب التكفيرية ضد الشعب السوري المقاوم أو الحرب السعودية ضد الشعب اليمني المقاوم!

أو الحرب الاقتصادية التي تشنها أمريكا ضد بعض الدول الاسلامي كالحصار الظالم الاقتصادي ضد الجمهورية الاسلامية أو ضد بعض الدول  ككوريا الشمالية و روسيا و أخيرا تركيا أو غيرها !

بعد التامل في ذلك يظهر لنا أن لها مركزا اساسيا  متشكلا من ثلاثة اضلاع هي الاستكبار العالمي متمثلة بأمريكا و الصهيونية العالمية متمثلة باسرائيل الغاصبة و الشجرة الخبيثة المتمثلة بآل سعود!

نعم هولاء هم المثلث الخبيث و هولاء العلة التامة لبث و بقاء الفتنة و الحرب و الحصار علي العالم الاسلامي و الاحرار و المظلومين! و يمكن القول بأن القاتل في فلسطين و في اليمن و في كل هذه المنطقة هو واحد من قبل هذه الجهات الثلاث.

و للاسف كل يوم يمر على جرائمهم يزيد في وقاحتهم و سوء أدبهم!

كما صرح الامام الخامنئي في كلمته الاخيرة للشعب الايراني المقاوم: ان لغة امريكا خلال النصف الاخير من العام الجاري باتت اكثر وقاحة‘  في السابق ايضا كان لا يراعون الادب في دبلوماسيتهم ولكننا نرى ان لغتهم باتت اقل ادبا مع الجميع خلال الاونة الاخيرة.

وخير دليل على ذلك ان السعوديين ارتكبوا جريمتين خلال الاسابيع الاخيرة العجوم على احدى المستشفيات والهجوم على حوالي اربعين وخمسين طفلا بريئا اعمارهم تتفاوت بين 8 و 9 سنين ؟ كم هذه الكارثة تحز في القلب.

ضمير العالم  اهتز ولكن امريكا ماذا فعلت ؟ بدلا من ان تدين المجرم وصفت علاقاتها بالسعودية بالاستراتيجية ، أليس هذه وقاحة؟

ما قام به الرئيس الامريكي اقصد الفصل بين ما بين الفين وثلاثة الاف طفل عن عوائلهم المهاجرين ووضعهم في الاقفاص ، هل هناك من ارتكب جريمة مماثلة في التاريخ ؟

ايها الاخوة والأخوات!

هذه الحروب الاقتصادية علي الجمهورية الاسلامية الايرانية هي التي يُشْعِل فتيلها ترامب في عِدَّة جَبَهات دفْعَةً واحِدة‘ و لكن هناك سوال:

هل اثمرت الحروب لامريكا ثمرة هامة أو لا؟

أنا أعتقد ان هذه الحروب بمساعدة خبيثة من اسرائيل و آل سعود لم تثمر الا ثمرتين لها و هي اولا:  عدم بقاء أي صَديقٍ لأمريكا في المنطقة غَير إسرائيل‘  ثانيا: تشكيل جبهة مخالفة و نظام عالميا في وجه أمريكا و عنوانها الكراهية لأمريكا!

لاشك في أن هذا من ثمرات الحروب والقتل و الحصار الامريكي والاسرائيلي و السعودي!

نعم عند ما يَشُن ترامب حَربًا اقتصاديّةً ضِد كُل من روسيا و ايران و سوريا و غيرها، في مَنظومة متحدة الفكر‘ فإنّه يُعَزِّز تَماسُك هَذهِ المَنظومة، ويُضيف إليها بعض الدول الاخري من الصِّين وباكستان والهِند، الدول التي أعلَنت عدم التزامِها بالعُقوبات الأمريكيّة هذه!

نعم ان الانتصار السياسي في المنطقة في لبنان و في باكستان و في العراق و حتي في ماليزيا كلها تدل على تشكيل جبهة متحدة ضد الاستكبار العالمي و الصهيونية العالمية.

و هذه الثمرة تقوي ايران و محور المقاومة و البلاد الاسلامية! و تضعف امريكا و استيلائها علي المنطقة!

و هذا هوالذي تخاف منه الاستكبار و الصهاينة كما قال الجنرال الصهيوني السابق "إن تعاظم قوة إيران في سوريا هو المشكلة الحقيقية لإسرائيل، وليست قطاع غزة"،

فأنا أقول: نعم اليوم ان ايران هي أقوي من أي زمان مضى‘ وان المقاومة اليوم أقوى من الجيش الإسرائيلي كما صرح به سماحة السيد حسن نصرالله في كلمته الأخيرة .

فلذلك لابد للعدو الامريكي أن يعلم ان الحِصار لن يُؤَدِّي إلى خضوع و تركيع ايران ابدا او الحد من تاثيرها بل ستبقى ايران صامدة و تعيش عيش عز و فخر في العالم.

نحن في الجمهورية الاسلامية الايرانية شعبا و حكومة و جيشا و رئيسا و رجالا و نساء و قيادة جميعاً من أبناء الامام الحسين(ع) وخريجي مدرسته نقول للعالم اجمع: نحن نعيش في الحصار و تجاوزناه من قبل وسنخرق الحصار الظالم كما خرقناه من قبل أربعين سنة الي اليوم، ومستعدون أن نعيش حتى بدون ماء و لكن لا نستسلم و نقول ما قاله امامنا و شهيدنا و مولانا مولى الكونين و حبيب العالمين الامام الحسين(ع) هيهات من الذله.

و في هذه الأيام التي نستذكر فيها أيام خروج الامام الحسين من مكة الي كربلاء تلبيةً لنداء الواجب، بينما كان الحجيج يتوجهون الى عرفة و المشاعر ومنى لاداء المناسك وتقديم الاضاحي؛ كان سيد الشهداء على موعد مع تقديم قرابين من نوع اخر في سبيل الدفاع عن الدين وكرامة الانسان في مواجهة الظالمين، مضحياً بخيرة اهل بيته واصحابه راضياً بالثمن الغالي مقابله ولو بحمل رؤوسهم على اسنة الرماح وسبي نسائه من مخدرات الرسالة وعقائل النبوة يسار بهم وبهن من بلد الى بلد، تعبيراً بلسان الحال:

ان كان دين محمد لم يستقم الا

بقتلي فيا سيوف خذيني

اللهم احشرنا مع شهدائنا واشف مرضانا و ارحم موتانا وانصر مجاهدينا و فك اسرانا و المحاصرين في كل مكان و أرجع الينا شبابنا سالمين و غانمين.

اللهم احفظ علماءنا و مراجعنا لاسيما الامام ولي أمر المسلمين السيد علي الخامنئي حفظه المولي و أطل بعمره الشريف حتي يسلم راية الثورة الاسلامية و راية محور المقاومة الي يد صاحب العصر الزمان(ع).

اللهم أعد الأمن و الأمان لهذا البلد و جميع البلاد الاسلامية.

اللهم اغفر لوالدينا و من وجب له حق علينا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا.

اللهم عجل لولیک الفرج. والعافیه النصر و اجعلنا من خیر اعوانه و انصاره و شیعته. اللهم وفقنا لماتحب و ترضاه. واستغفر الله لي و لكم و لجميع المومنين و المومنات .ان أحسن الحديث و ابلغ الموعظه كتاب الله عزوجل.

 



Share
* نام:
ایمیل:
* نظر:

پربازدیدترین ها
پربحث ترین ها
آخرین مطالب
صفحه اصلی | تماس با ما | آرشیو مطالب | جستجو | پيوندها | گالري تصاوير | نظرسنجي | معرفی استاد | آثار و تألیفات | طرح سؤال | ایمیل | نسخه موبایل | العربیه
طراحی و تولید: مؤسسه احرار اندیشه