2024 March 19 - سه شنبه 29 اسفند 1402
الدفاع عن عرض المسلم و المؤمن يعدل التقوى في الأمور الاجتماعية
کد خبر: ٢٤٨٦ تاریخ انتشار: ١١ خرداد ١٣٩٧ - ٠٠:٣٥ تعداد بازدید: 2201
صفحه نخست » خطبه سال 97 » خطبه های نماز جمعه
الدفاع عن عرض المسلم و المؤمن يعدل التقوى في الأمور الاجتماعية

الخطبه الاولی: 17رمضان 1439 - 1131397

توصیه بتقوی الله عزوجل

عباد الله ! اوصیکم و نفسی بتقوی الله و اتباع امره و نهیه و احذركم من عقابه.

الموضوع: الدفاع عن عرض المسلم و المؤمن يعدل التقوى في الأمور الاجتماعية

إنَّ الورع  والتقوى من  أفضل الخصال وأحسن القيم  التي حث عليها الله عزّ وجلّ في جميع الأمور لاسيما في الاجتماعية منها، وتتأكد اكثر في التعامل  مع المسلمين ومعاشرتهم؛ اذ إن هناك حقوقاً يجب مراعاتها في هذا المجال،وما  صيانةُ عِرْضِ المسلم والمؤمن بين الناس الا من مصاديقها، والمؤمنون والمسلمون أولی برعايتها في المجتمع.

قال رسول الله: مَنْ رَدَّ عَنْ عِرْضِ أَخِيْهِ المُسلِمِ وَجَبَتْ لَهُ الجَنَّةُ اَلبَتَّةَ.

في هذه الکلمة الشريفة العطرة من رسول الله نفحات أخلاقية اجتماعية ينبغي للانسان التحلي بها، منها:

اولا: الأخوة الاسلامية اصل شرعي ثابت؛ فمن تشهّد الشهادتين فقد قبل الإسلام ودخل في حصنه واستظل بشجرة الأخوة مع سائر المسلمين، التي تفرد الاسلام بفكرتها دون غيره من الديانات السماوية، وإن لم تخل رسالاتها من معارف راقية وقيم نبيلة. فقد حاز الإسلام تفضيلا بسبق حين أتى بنمط حياة مبتكر في سيرة البشر على اساس التعايش والتعامل فيما بينهم. وتقوم فكرة الاسلام في هذا النطاق على مبدأ "المسلم أخو المسلم" وإن لم يكن من عشيرته وأقربائه، لا يخذله ولا يخونه ولا يغشه، وفي هذا الاعتقاد تيسير للعلاقات الاجتماعية وشؤونها بما يرفع العداوة بين المسلمين ويؤلف بين قلوبهم، ليصبحوا متحابين متآلفين.

ولا شك أن حصن الأخوة هو من أعظم الحصون التي يمكن أن يدخلها البشر وينعمون بالأمان والسعادة تحت مظلتها من غير أن يخشوا  تعرض أحد لهم أو الاعتداء عليهم.

اذن، في ضوء ما سبق، تتضح حقيقة الإسلام دينا يرتكز على القول باللسان بنطق الشهادتين اللتين جاء بهما نبينا الأعظم. ومن ناحية اخرى، يقوم على المعاملة الطيبة والسلوك الحسن؛ يدعو للاخاء والمحبة والوئام والتعاون وحسن الظن بالناس، فهو بعيد كل البعد عما يدعى بالفكر الارهابي الذي ينسبه بعض الجهلة والمغرضين اليه في محاولة منهم تشويه صورته، وكفى بقول النبي الأعظم دليلا: المُسْلِمُ أَخُوْ المُسْلِمِ لاَ يَخُوْنُهُ وَلاَ يَخْذُلْهُ ، وَلاَ يَعِيْبُهُ، وَلاَ يَحْرِمْهُ، وَلاَ يَغْتَابَهُ. کتاب المؤمن،ص 43.

ثانيا: الاسلام حقوق وواجبات؛ فمن دخل حصن الإسلام العزيز، جعل الله تعالی له حقوقاً في عنق سائر المنضوين تحت لوائه، وترتّبت عليه واجبات ينبغي عليه أن يؤديها تجاه سائر إخوانه في الدين والعقيدة.

وما تلك الحقوق الا انعكاس لسماحة الدين الحنيف في ترسيخ وحدة المجتمع على اساس قيمه السامية؛ كحق التحية والسلام، وحق الزيارة والعيادة، وحق المواساة والعون والوفاء، وحق التراحم والدفاع والمؤازرة، وغيرها من الحقوق والواجبات، فعن أبي عبد الله قال : مِنْ حَقِّ المُسْلِمِ عَلَىْ المُسْلِمِ أَنْ يُجِيْبَهُ إِذَا دَعَاهُ<. المحاسن، ج2ص 410.

وَ عَنْ بَكْرٍ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ  يَقُوْلُ :مَا زَارَ مُسْلِمٌ أَخَاهُ المُسْلِمَ فِيْ اللهِ وَللهِ ، إِلاَّ نَادَاهُ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَىْ: أَيُّهَا الزَّائِرُ طِبْتَ وَطَابَتْ لَكَ الجَنَّةُ. قرب الإسناد،ص36.

وعن أبي عبد الله قال: إِنّ المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يخذله، ولا يعيبه، ولا يغتابه، ولا يحرمه، ولا يخونه.كتاب المؤمن،ص45.

هنا نلمس منهج الاسلام في خلق المجتمع الفاضل الذي يربط السماء بالارض، ويسعى لخلق جنة الامن والامان في الدنيا قبل الاخرة؛ فيعيش الناس في ظله بجو من السكينة والهدوء لا ينغص عيشهم اي اذى او قلق. واي حق اعظم من صون المسلم عرض اخيه من التعرض لاي سوء او حتى خدشة من لا من قبله ولا من قبل الاخرين، بل والمبادرة للدفاع عن عرض اخيه وكرامته ان ينالهما اي إنسان ظلما وجورا- والعياذ بالله- كما في الاحاديث.

لطالما تناهى الى اسماعنا مصطلح التقوى التي يجب ان ندعو اليها في كل خطبة جمعة لما لها من اهمية في حياتنا. ولكن قلما يتطرق الى مصطلح التقوى الاجتماعي، في مقابل التقوى الفردي الذي ليس بغريب عن اي واحد منا؛ فكم نصف فردا من الناس بانه متق يخاف الله لحسن سمته ومواظبته على العبادات وغيرها! ولكن هل تساءلنا يوما عن مستوى اخر من التقوى وهو الاجتماعي؟

ومتى نصف مجتمعا ما بأنه مجتمع متق؟ وما هي مظاهره؟

اذا عرفنا حقيقة التقوى الاجتماعي، ستفتح لنا ابوابا لكشف كثير من الحقائق ورد كثير من الشبهات؛ اذ كم نرى في واقعنا ونسمع للاسف بان هناك شخصا يؤدي عباداته لكن سلوكه مع الناس سيء، او ان هناك شخصا اخر مثله يغش في معاملاته، او يستهتر باعراض الناس وينال من مكانتهم. الامر الذي يدل على ضعف حالة التقوى لديه اجتماعيا، فيؤثر سلبا على المجتمع باجمعه ليس من حيث اضعاف الاخلاق فحسب، بل من حيث الامور الطبيعية؛ فكم من امطار حبست وكوارث طبيعية و

قعت لضعف حالة التقوى الاجتماعية. ولدينا ايات كثيرة في هذا المجال؛ فقد ربط الله قلة الخيرات الطبيعية عند تفاقم حالة ضعف التقوى الاجتماعية، والعكس صحيح؛ فعندما يتعامل الناس على اساس التقوى اجتماعيا، يفتح الله ابواب الخير على ذلك المجتمع.

يقول تعالى:وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَىٰ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَٰكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ

وقد ذكر المفسرون ان ابرز مصاديق تلك الاية المجتمع المهدوي في ظل حكومة صاحب الزمان عج؛ حيث تصل العلاقات الاجتماعية الى اعلى درجات التقوى في التعامل بين الناس فينزل الله بركاته عليهم.

 اذن، ان اردنا ان نقدم مظهرا للتقوى اجتماعيا؛ فهو الدفاع عن حقّ المسلم والمؤمن الذي يعدل التقوى في الأمور الاجتماعية، ومن فعله کان في جملة الأتقياء، وأهل الورع الذين جعل الله تعالی كتابه العزيز سبباً لهدايتهم، قال تعالى: ذَلِکَ الکِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيْهِ هُدَیً لِلْمُتَّقِيْنَ. سورة البقرة،الآية 2.

ثالثا: الدفاع عن المسلم من علامات الدخول للجنة؛ اذ كل واحد منا يسعى في افعاله وتصرفاته لينال رضى الله والجنة، فيختلف المؤمنون في مستويات العمل في هذا السبيل؛ فبعض يعمل من خلال المواظبة على العبادات، واخرون عبر الاكثار من النوافل، وهي جميعا مهمة وماجور صاحبها عليها، الا اننا لا يجب ان ننسى الاصل الاول الذي ذكرنا للاسلام في بداية حديثنا عن الجانب الاجتماعي فيه، فينبغي علينا البحث عن الجنة من خلال تعاملنا مع الاخرين، لنختصر الطريق للجنة، كصلاة الجماعة التي لا يمكن مقارنة اجرها بصلاة الفرادى. وفي عملنا الاجتماعي يمكننا سلوك الطريق المختصر للجنة والنعيم المقيم في الجنة الذي جعله الله جزاءاً لمن يدافعون عن المؤمنين ويذبون عن حرم الإسلام، وقد صرح به الحديث الشريف الذي تقدم ذكره، يقول تعالى في كتابه العزيز: وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَ1تُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ.سورة آلِ عِمْرَان،الآية. 133.

وقوله تعالى {وَالْعَقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ}سورة الأعراف،الآية128

اذ لا يمكن تصور هؤلاء المتقين مجتمعين في مكان واحد في الجنة، وهم ينالون من اعراض بعضهم او يرضون ذلك لغيرهم. فظهر بذلک أنّ المدافع عن عرض المسلم يُعد في نظر النبي الأعظم‘ في عداد المتقين و المؤمنين الذين جزاؤهم الجنة. فلا يمكن ان تصدق التقوى على شخص يصلي ويتردد للمساجد ظاهريا ولكنه يؤذي جاره او يستغيب اخاه او ينال من عرضه، فكيف يمكن ان يجمعه الله مع المتقين بالجنة. فالتقوى الاجتماعية تكشف التقوى الفردية على حقيقتها، جعلنا الله واياكم من اهلها، ولا سيما في شهر التقوى رمضان المبارك.

أسال الله تعالى أن يوفقنا لمعرفة المعارف الحقيقيه الاسلامية و يوفقنا للعمل بها.

اسال الله تعالی و اتضرع الیه ان یوفقنا لتحصیل ما یوجب رضاه  بلزوم  تقواه.

و أسال الله تعالی ان یجنبنا جمیع المعاصی والذنوب.

اللهم وفقنا لما تحب و ترضاه. استغفر الله لی و لکم و لجمیع المومنین و المومنات. ان احسن الحدیت و ابلغ الموعظه کتاب الله:

 

الخطبة الثانية: 17رمضان 1439 - 1131397

أللهم صل و سلم علی صاحبة هذه البقعة الشریفة، الکریمة علی رسول الله و أمیر المومنین، و العزيزة علی أخویها الحسن والحسین، بطلة کربلا و عقیلة الهاشمیین ، بنت ولی الله، و أخت ولی الله، و عمة ولی الله، زینب الکبری علیها  أفضل صلوات المصلین.

أللهم وفقنا لخدمتها في هذا المکان الشریف، و هب لنا دعائها الزکي ، وارزقنا شفاعتها المقبولة، آمین یا رب العلمین.

عباد الله! اجدد لنفسی و لکم الوصیه بتقوی الله، فانها خیر الامور و افضلها.

ايها الأخوة و الأخوات

في الاسبوع القادم ستمر بنا العديد من المناسبات المهمة و أحب أن أستعرض بعضا منها معكم في هذه الخطبة.

منها: ليالي القدر.

وما ادراكم ما ليلة القدر؛ هي ليلة لا يضاهيها في الفضل سواها من اللّيالي. والعمل فيها خير من عمل ألف شهر، وفيها تقدّر شؤون السّنة وفيها تنزّل الملائكة والرّوح الاعظم باذن الله، فتمضي الى امام العصر (عليه السلام) وتتشرّف بالحضور لديه، فتعرض عليه ما قدر لكلّ احد من المقدّرات. لذا وردت في فضائلها وأهمية احيائها احاديث كثيرة عن المعصومين ع:

قال النبي(ص): مَنْ اَحْيا لَيْلَةَ الْقَدْرِ حُوِّلَ عَنْهُ الْعَذابُ اِلَي السَّنَةِ الْقابِلَةِ.

و روي في سيرة السيده فاطمة الزهراء (وَ کانَتْ فاطِمَةُ عليهاالسلام لا تَدَعُ اَحَدا مِنْ اَهْلِها يَنامُ تِلْکَ اللَّيْلَةَ وَ تُداويهِمْ بِقِلَّةِ الطَّعامِ وَ تَتَأَهَّبُ لَها مِنَ النَّهارِ وَ تَقُولُ مَحْرُومٌ مَنْ حُرِمَ خَيْرَها).

فعلينا استثمار تلك الليالي المباركة الى اقصى حد ممكن لئلا نحرم من نفحات الله فيها. فتجهزوا عباد الله وتهيؤوا واسالوا الله ان يبلغنا اياها في خير وعافية.

 

ومنها : ذكرى استشهاد الامام علي بن أبي طالب(ع).

وهو الذي عند فضائله يخرس اللسان وتتوقف العقول وتخفق القلوب وتتكسر الاقلام فرقا، وما اقول فيه وأنى لي ذلك؟  فما أقول في رجل تحبه أهل الذمة على تكذيبهم بالنبوة، و تعظمه الفلاسفة على معاندتهم لأهل الملة، و تصور ملوك الفرنج و الروم صورته في بيعها و بيوت عباداتها، و تصور ملوك الترك و الديلم صورته على أسيافها، و ما أقول في رجل أقرَّ له أعداؤه و خصومه بالفضل، و لم يمكنهم جحد مناقبه و لا كتمان فضائله.

و كان كالمسك كلما ستر انتشر عرفه، و كلما كتم يتضوع نشره، و كالشمس لا تستر بالراح، و كضوء النهار إن حجبت عنه عينا واحدة أدركته عيون كثيرة، و ما أقول في رجل تُعزى إليه كل فضيلة، و تنتهي إليه كل فرقة، و تتجاذبه كل طائفة، فهو رئيس الفضائل و ينبوعها. فهي كليلة القدر تجمع الأمة على فضلها لكنها اعجز من ان تحددها؛ اذ ما عرفه الا الله ورسوله...

انه ممن رباه رسول الله فی حجره و بیده و هو مخصوص بين صحابة رسول الله بذلك. قال ابن ابی الحدید فی شرحه علي نهج البلاغة:

واعلم ان امیرالمؤمنین(ع) کان مخصوصا من دون الصحابة رضوان الله علیهم بخلوات کان یخلو بها مع رسول الله(ص) لایطلع احد من الناس علی ما یدور بینهما و کان کثیر السؤال للنبی(ص) عن معانی القرآن و عن معانی کلامه(ص) و اذا لم یسال ابتداءه النبی(ص) بالتعلیم والتثقیف....

و اذا کان المحل قابلا متهیئا. کان الفاعل المؤثر موجودا، والموانع مرتفعة و حصل الاثر علی اتم مایمکن. شرح نهج البلاغه لابن ابی الحدید، 11 / 48.

هذا جزء قلیل من الفضائل و الکمالات المتعلقه به(ع)، و اما ان اراد احد ان یعرفه بحقیقته فعلیه ان یرجع لکلمة الامام الحسن المجتبی(ع) التی قالها بشان أبیه(ع) حین استشهد فی لیله الحادی و العشرین من شهر رمضان؛ اذ خرج الى الناس وهم مجتمعون فی مقابل بیت علی(ع) و خطب بهم قائلا: الا انه قد مضی فی هذه اللیلة رجل لم یدرکه الاولون و لن یری مثله الآخرون. تاریخ یعقوبی، 2 / 213.

و هذه احسن کلمة یمکن أن تقال بشأن الامام علی بن ابی طالب(ع).

 

منها: ذكرى وفاة الامام الخميني رضوان الله تعالى عليه؛

اذ تطلُ علينا في الأيام القادمة الذكرى الأليمة والفاجعة العظمى لرحيل أوحد دهره الإمام السيد روح الله الموسوي الخميني العظيم الذي حقق آمال الأنبياء والأئمة   بنجاح ثورته المباركة.

و لكن كيف يمكن التكلم و التحدث في شخصية انسان قد أعجز العالم بنبوغ فكره ومعرفته وعلمه، وملكوتية روحه و عرفانه ومعنويته، و عجز السياسيون عن درك سياسته في قيادته!

نعم ان الامام الخميني هو بحر عميق في عطائه المادي والمعنوي والأخلاقي والعلمي والمعرفي للعالم و للمجتمع البشري فضلا عن المجتمع الاسلامي!

ان مشروع الامام الخميني حول القيادة والفلسفة السياسية في اطار السيادة الشعبية الدينية علاج مؤثر للكثير من مشاكل العالم المعاصر.

لقد مثل الامام الخميني في قيادته للثورة الاسلامية الايرانية و للشعب الايراني نموذج العز والفخر و قد علم هذا الفكر للشعب الايراني و للشعب العربي و للشعب الحر في العالم!

وأنا أعتقد أنه لا يعرف الخميني إلا الخميني نفسه ومن عاش في بحر شخصيته وغاص في أعماقها، و أما نحن فما زلنا واقفين على ساحل بحر هذه الشخصية نتفرج لعله يصيبنا من قطرات أمواجها شيء.

اما المناسبة الاخرى؛ فهي يوم القدس العالمي في الجمعة الاخيرة من رمضان.

يوم اعلنه الامام الخمینی لاحیاء قضية فلسطین، في وجه محاولات الاستکبار و اعوانه للقضاء عليها. فأحيا به هذه الامه التي هبت من جديد للدفاع عن حقها الديني والقانوني في القدس المحتلة.

ان كلمته الخالدة (ان فلسطین بضعه من الاسلام)  اطلقت ثورة جدیدة فی العالم الاسلامي محورها فلسطین.

و الیوم کل العالم یعتبرون فلسطین من القضايا المهمه و يتحدثون حولها و من المعلوم أن اسرائیل تخاف من هذا الاعتبار و من توجه الامة الاسلامية لفلسطين!

في هذا المجال أحب أن نلفتكم الي درر الكلمات الرائعة للامام الخمینی و السید القائد الامام الخامنئی، بشأن فلسطين و القدس.

قال الامام الخمینی ره فی اهمیه هذا الیوم یعنی یوم القدس:

یوم القدس هو یوم الاسلام و یوم احیاء الاسلام، فلابد من احیائه و تنفیذ قوانینه و احکامه فی جمیع اقطار الاسلامیه.

قال الامام الخمینی زه: یوم القدس یوم ننبه فیه القوی العظمی بان الاسلام لن یقع بعد هذا تحت سلطتکم بواسطة عملائکم الخبثاء. یوم القدس یوم حیاة الاسلام، و لابد أن یستیقظ فیه المسلمون و یلتفتون الي قدراتهم المادیة و المعنویة.

ان هذا الیوم یعنی یوم القدس یوجب ایقاظ الأمة بالنسبه الی موضوع فلسطین و حیل اسراییل حتی لاتنسوا هذا المسالة.

و فی ذلک قال السید القائد الامام الخامنئی حفظه الله:

الجرح الفلسطيني العميق وَقَع على يَدِ الصَّهايِنة وعُمَلاء الاستكبار، وهو يزداد عُمقاً في جَسَد المجتمع الإسلامي والعالم الإسلامي يوماً بعد يوم، على يَدِ عُملاء الاستكبار العالمي أيضاً.

يجب على العالم الإسلامي أنْ لا يغفل عن قضيَّة فلسطين، وعلى الشُّعوب أن لا تَنْسي قضيّة فلسطين.

إنّ أميركا والاستكبار وحُماة الصَّهاينة الدائمين أرادوا فَرْض هذا النِّسيان على المُسلمين.

نعم ان یوم القدس هو السبب الاساسي في عدم النسیان بالنسبه الی موضوع فلسطین المهم.

و قال(حفظه الله) ليس ثمَّة اختلافٍ أبداً بين جميع المَذاهِب الإسلاميّة المعروفة، والفقهاء كلُّهم مُجمِعون على أنَّه إذا احتُلَّت قطعة من التُّراب الإسلامي من قِبَل الأعداء، وسادَ أعداءُ الإسلام على تلك القطعة من الأرض، فَعلى الجميع أن يَعتبِروا الجهاد والسَّعي لإعادة تلك القطعة إلي الأرض الإسلاميّة واجبهم.

أعلن الإمام الخميني رضوان الله تعالى عليه عن هذا اليوم ليُبقي القضيّة الفلسطينيَّة حَيَّة في الضَّمير البَشَري، ويُركِّز كلَّ الهتافات ضِدَّ الصِّهيونيّة، ونحن نَشهَد كلَّ عامٍ إقبالاً واسعاً من قِبَل المسلمين على هذه المَراسِم.

ایها الاخوه و الاخوات!

الیوم ان المهم فی العالم الاسلامي أن يعرف الكل أن موضوع القدس و يوم القدس لایختص بالشعب الفلسطیني فقط، و لايکون الغاصب الیوم اسراییل فقط.

بل لابد و أن نعرف ان يوم القدس هو يوم الدفاع عن المظلومين و المستضعفين في كل العالم!

يوم القدس هو يوم الدفاع عن هذا البلد الحبيب سورية بما أن شعبها مظلوم من قبل الارهابيين.

نعم أن سورية في هذه السنوات الاخيرة بسبب الحرب التكفيرية أصبحت فلسطين الثانية و كما كانت فلسطين تعاني من الظلم و العدوان الصهيوني ‘ كانت سورية تعاني من التكفير و الارهاب!

و كما أن غزة كانت تعاني من الظلم و التجاوز و العداء كان أهالي المدينتين المحاصرتين الفوعة و كفريا منذ سنوات يعانون من الحصار والجوع و القتل و الدمار!

و كما ان الشعب الفسطيني يكملون  في هذا الشهر الكريم صيامهم ويكملون معه أيضاً معاناتهم ‘ كذلك اخواننا و أخواتنا من هاتين البلدتين الفوعة و كفريا يكملون صيامهم و و يكملون معه معاناتهم.

و اليوم الیمن فلسطین اخرى و ظالمها آل سعود و هم اشد خبثا من اسراییل و حکامها. و البحرین اليوم فلسطین اخرى و ظالمها آل خلیفه!

فلذلك يوم القدس يوم فلسطين و يوم سورية و يوم العراق و يوم البحرين و يووم اليمن و يوم محور المقاومة و یوم الدفاع عن المسلمین و عن المظلومین فی العالم!

و یوم القدس یوم الاتحاد و یوم وحده المسلمین ضد الاعداء.

و الجمهورية الاسلامية  بمشاركتها و دعمت في يوم القدس العالمي، تعبر عن مشاركتها لدعم المظلومين! و لافرق في ذلك بين اشكال الدعم السياسي و الاقتصادي و العسكري!

فكما شهدنا انتصارات عديدة في محور المقاومة من الانتصارات العسكرية و السياسية في لبنان و في العراق و انتصر الشعب السوري في سورية الحبيبة بقيادة شجاعة‘ فسننتصر انشاالله و سينتصر الشعب الفلسطيني و اليمني و الشعب المظلوم في العالم الاسلامي انشاالله تعالى.

و اسال الله تعالى أن يحشرنا مع شهدائنا و اسال الله تعالى أن يشفي المرضي و يرحم الموتي و ينصر المجاهدين و يفك الاسري و المحاصرين في كل مكان و يرجع الينا شبابنا سالمين و غانمين.

أسال الله تعالى أم يحفظ علمائنا و مراجعنا لاسيما الامام ولي أمر المسلمين السيد علي الخامنئي حفظه المولي و أن يطول بعمره الشريف كي يعطي راية الثورة الاسلامية و راية محور المقاومة الي يد صاحب العصر الزمان(ع).

أسال الله تعالى أن يعيد الأمن و الأمان علي هذا البلد و جميع البلاد الاسلامية جمعا.

أسال الله تعالى أن يغفر والدينا و من وجب له حق علينا و أن لا يسلط علينا من لا يرحمنا.

اللهم عجل لولیک الفرج. والعافیه النصر و اجعلنا من خیر اعوانه و انصاره و شیعته. الللهم وفقنا لماتحب و ترضاه.

استغفر الله لي و لكم و لجميع المومنين و المومنات .

ان أحسن الحديث و ابلغ الموعظه كتاب الله عزوجل.



Share
* نام:
ایمیل:
* نظر:

پربازدیدترین ها
پربحث ترین ها
آخرین مطالب
صفحه اصلی | تماس با ما | آرشیو مطالب | جستجو | پيوندها | گالري تصاوير | نظرسنجي | معرفی استاد | آثار و تألیفات | طرح سؤال | ایمیل | نسخه موبایل | العربیه
طراحی و تولید: مؤسسه احرار اندیشه