2024 March 19 - سه شنبه 29 اسفند 1402
شهر رجب نفحة من نفحات الرب تبارك و تعالى
کد خبر: ٢٤٥٧ تاریخ انتشار: ٢٥ اسفند ١٣٩٦ - ٢١:٥٢ تعداد بازدید: 2514
صفحه نخست » خطبه سال 96 » خطبه های نماز جمعه
شهر رجب نفحة من نفحات الرب تبارك و تعالى

الخطبة الاولى: 27جمادي الثانية 1439 - 25 121396

توصیة بتقوی الله عزوجل

ان التقوى علي قسمين: القسم الاول عبارة عن الخوف من الله  من عذاب الله و من معصية الله تعالى و القسم الآخر عبارة عن حياء الانسان تجاه ربه و ترك المعصية لأجله و لقربه من الانسان‘ و في ذلك قال الامام الباقر(ع): خف الله تعالى لقدرته عليك، واستح منه لقربه منك.  البحار:68336ح22

 

الموضوع: شهر رجب نفحة من نفحات الرب تبارك و تعالى

لاريب في أن للزمان دورا مهما في حياة الانسان و المجتمع الانساني سعادة و شقاوة‘ و اليه أشار رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حينما قال: إن لربكم في أيام دهركم نفحات، ألا فَتَعرَّضوا لَها ولا تُعْرِضُوا عَنها، و في رواية: فترصدوا لها.

و من الواضح أن المراد من النفحات اما نفس الزمان و اما الحوادث الواقعة في الازمنة.

و إن من فضل الرحمة الإلهية على البشر، أن جعل لهم أوقاتاً وفُرَصاً توفرتْ فيها كل أسباب الهداية والارتقاء الروحي، وخَصّها بالأعمال و الطاعات التي تُسهم بشكلٍ مباشرٍ بتربيةِ الإنسان، وصياغة شخصيتِهِ، وَمَنَ عَرَفَ كيف يستفيدُ من هذه الأزمنة الإلهية؛ فازَ بالرضوان الأكبر والنعيم المقيم في الدنيا والآخرة على حد سواء.

و إن الأمة الإسلامية في هذه الأيام المباركة تستقبل شهرا كريما عظيما؛ ألا وهو ( شهر رجب )؛ و هو يحتوي على الجهات العديدة من الفضل و الشرف و الكمال و أحب أن أتعرض لبعضها في هذا المجال:

الاولى: ان شهر رجب من الاشهر الحرم.

نعم أن شهر رجب من الأشهرِ الحُرُمِ العِظامِ؛ الّتي أمر اللهُ سبحانه وتعالى بتعظيمِها، والالتزامِ بدينِه وشرعِه ؛ فقال جلّ وعلا: ﴿إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ﴾ التوبة : 36.

هذه الآية تحكي لنا  أن السنة اثنا عشر شهرا لا أزيد و لا أنقص ‘ و هذا المضمون في كتاب الله تعالى و بعض المفسرين يعتقدون بأن ليس المراد من كتاب الله تعالى القرآن المجيد أو سائر الكتب السماوية‘ بل بقرينة جملة (يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ) يظهر أن المراد من الكتاب هو كتاب الخلق و عالم الوجود‘ يعني أن في عالم الوجود و في كتاب الخلق السنة قد تشكلت من اثني عشر شهرا!

فبناء على هذا فمنذ يوم الخلق أي يوم خلق السموات و الارض و اليوم الذي استقرت عليه المجموعة الشمسية بنظامها الخاص حدثت السنين و الاشهر بهذه الطريقة  الشكل.

لأن السنة عبارة عن دوران الارض حول الشمس دورة كاملة و الشهر عبارة عن دوران القمر حول الارض دورة كاملة.

و هذا تقويم طبيعي غير قابل للتغيير و أمر ثابت في حياة الانسان.

و لكن من الاشهر الاثناعشر‘ أربعة حرم كما في قوله تعالي (مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ).

والحرم تدل على احترامها و عظمتها و اجلالها. وشهر حرام يعني لابد للخلق أن يلتزموا بحريمها.

فعليهذا أن شهر رجب هو شهر عظيم‘ و من حرمته وعظمته‘ حرمة القتال فيه‘ و حسب اعتقاد بعض المفسرين أن تحريم القتال في الاشهر الحرام كان من عهد ابراهيم الخليل(ع) و كان نافذ في زمان الجاهلية و أنه سنة متبعة والاسلام قد أقر بها و لم يغيرها.

فينبغي أن نعلم أن حرمة قتال العدو في هذه الأشهر اذا لم يبدأ العدو بقتال المسلمين فيها‘ و أما لو فعل فلا شك في وجوب قتاله على المسلمين‘ لأن احترام هذا الشهر لم ينتقض من قبلهم بل انتقض من قبل العدو كما في عصرنا الحاضر ‘ حينما بدأ العدو التكفيري والارهابي بقتال المسلمين في بعض البلاد و علآ الخصوص في هذا البلد الحبيب سورية.

الثانية: ان شهر رجب شهر رحمة الرب و تضاعف الحسنات للعبد

إنّ شهر رَجَبَ هو قطعة من الزّمان، قد جعله الله سبباً لارتقاء الإنسان المؤمن، والمجتمع الإيماني إلى أعلى درجات الكمال المعنويّ والرّوحي، بنزول الرحمة الالهية و تضاعف حسناته و محو سيئاته‘ فعن النبي الأكرم أنّهُ قال: يُسَمّى الرّجَبُ الأَصَبُّ لأَنَّ الرّحْمَةَ تُصَبُّ صَبّاً فِيْهِ. وسائل الشيعة: 10512 ح 10.

 وعن الإمام الكاظم(ع) أنّه قال: رَجَبُ شَهْرٌ عَظِيْمٌ يُضَاعِفُ اللهُ فِيْهِ الحَسَنَاتِ وَيَمْحُوَ فِيْهِ السَّيّئْاتِ. ثواب الأعمال:ص 53.

الثالثة: ان شهر رجب هو شهر قد جعله الله تعالي حبلا بينه و بين خلقه

فقد ورد في الروايات و الاحاديث أن الرب سبحانه و تعالي يعتني بعباده الذين يدعونه في هذا الشهر‘ لأن الدّعاء فيه مستجاب، فهو شهرُ ومَوْسِمُ الدُّعاء، و حبل الله تعالي فيه ممدود بينه و بين الخلق‘ فقد رُوي عن النّبيّ(ص) أنّه قال: إِنَّ اللهَ تَعَالَى نَصَبَ فِي السَّمَاِء السَّابِعَةِ مَلَكاً يُقَالُ لَهُ الدَّاعِيْ، فَإِذَا دَخَلَ شَهْرُ رَجَبَ يُنَادِيْ ذَلِكَ المَلَكُ كُلَّ لَيْلَةٍ مِنْهُ إِلَىْ الصَّبَاحِ: طُوْبَىْ لِلذَّاكِرِيْنَ، طُوْبَىْ لِلطَّائِعِيْنَ, يَقُوْلُ اللهُ تَعَالَىْ: أَنَا جَلِيْسُ مَنْ جَالَسَنِيْ وَمُطِيْعُ مَنْ أَطَاعَنِيْ، وَغَافِرُ مَنْ اسْتَغْفَرَنِيْ، الشَّهْرُ شَهْرِيْ، وَالعَبْدُ عَبْدِيْ، وَالَّرْحَمُة رَحْمَتِيْ، فَمَنْ دَعَانِيْ فيِ هَذَا الشَّهْرِ أَجَبْتُهُ، وَمَنْ سَأَلنِيْ أَعْطَيْتُهُ، وَمَنْ اسْتَهْدَانِيْ هَدَيْتُهُ، وَجَعَلْتُ هَذَا الشَّهْرَ حَبْلاً بَيْنيِ وَبَيْنَ عِبَادِيْ، فَمَنْ اعْتَصَمَ بِهِ وَصَلَ إِلَيَّ. إقبال الأعمال: 3174.

فاذا كان شهر رجب بهذه المثابة من الفضل و الشرف و هو حبل بين الرب و العبد فينبغي على المسلم و المومن أن يتمسك بهذا الحبل الالهي و بهذه العروة الوثقى في هذا الشهر العظيم كي يتقرب بها الي الله تعالى‘ و أن يكون في هذا الشّهر أكثرَ ابتعاداً عن الذّنوبِ والآثامِ، و أكثر تجنبا من كلِّ ما يغضبُ الملكَ العلّامَ؛ فيبتعد عن معصية الله تعالى ويبتعد عن الظلمِ لإخوانِه المومنين بالاعتداءِ عليهم أو الولوغِ في أعراضِهم، وتتبّعِ عوراتِهم، وإفشاءِ أسرارِهم.

الرابعة: ان شهر رجب هو شهر الصيام

عن أبي سعيد الخدري ، قال : قال رسول الله(ص): أَلاَ إِنَّ  رَجَبَ شَهْرُ اللهِ الأَصَمّ وَهُوَ شَهْرٌ عَظِيْمٌ، وَإِنّمَا سُمِّيَ الأَصَمُّ لأَنّهُ لاَ يُقَارِبُهُ شَهْرٌ مِنَ الشُّهُوْرِ حُرْمَةً وَفَضْلاً عِنْدَ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى، وَكَانَ أَهْلُ الجَاهِلِيَّةِ يعُظِّمُوْنَهُ فِيْ جَاهِلِيَّتِهَا، فَلَمَّا جَاءَ الإِسْلامُ لَمْ يَزْدَدْ إِلاَّ تَعْظِيْمَاً وَفَضْلاً.

أَلاَ إِنَّ رَجَبَ وَشَعْبَانَ شَهْرَايَ ، وَشَهْرُ رَمَضَانَ شَهْرُ أُمَّتِيْ.

أَلاَ فَمَنْ صَامَ مِنْ رَجَبَ يَوْمَاً إِيْمَانَاً وَاحْتِسَابَاً اسْتَوْجَبَ رُضْوَانَ اللهِ الأَكْبَرِ، وَأَطْفَأَ صَوْمُهُ فِيْ ذَلِكَ اليَوْمِ غَضَبَ اللهِ، وَأُغْلِقَ عَنْهُ بَابٌ مِنْ أَبْوَابِ النَّارِ، وَلَوْ أُعْطِىَ مِلْء  الأَرْضِ ذَهَباً مَا كَانَ بَأَفْضَلَ مِنْ صَوْمِهِ ، وَلاَ يَسْتَكْمِلُ أَجْرَهُ بِشَيْءٍ مِنَ الدُّنْيَا دُوْنَ الحَسَنَاتِ، إذَا أَخْلَصَهُ للهِ عَزَّ وَجَلَّ ،.......

قِيْلَ : يَا نَبِيَّ اللهِ، فَمَنْ عَجِزَ عَنْ صِيَامِ رَجَبَ لِضَعْفٍ أَوْ لِعِلَّةٍ كَانَتْ بِهِ، أَوْ امْرَأَةٍ غَيْرُ طَاهِرٍ، يَصْنَعُ مَاذَا لِيَنَالَ مَا وَصَفْتَهُ؟

قَالَ(ص) : يَتَصَدَّقُ كُلَّ يَوْمٍ بِرَغِيْفٍ عَلَىْ المَسَاكِيْنِ ، وَالذِيْ نَفْسِيْ بِيَدِهِ إِنّهُ إِذَا تَصَدَّقَ بِهَذِهِ الصَّدَقَةِ كُلَّ يَوْمٍ نَالَ مَا وَصَفْتُ وَأَكْثَرَ، إِنَّهُ لَوْ اجْتَمَعَ جَمِيْعُ الخَلاَئِقِ كُلُّهُمْ مِنْ أَهْلِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ عَلَىْ أَنْ يَقْدِرُوْا قَدْرَ ثَوَابِهِ مَا بَلَغُوْا عُشْرَ مَا يُصِيْبُ فِيْ الجِنَانِ مِنَ الفَضَائِلِ وَالدَّرَجَاتِ .

قِيْلَ : يَا رَسُوْلَ اللهِ فَمَنْ لَمْ يَقْدِرُ عَلَىْ هَذِهِ الصَّدَقَةِ، يَصْنَعُ مَاذَا لِيَنَالَ مَا وَصَفْتَ؟

قَالَ(ص): يُسَبِّحُ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ كُلَّ يَوْمٍ مِنْ رَجَبَ إِلَىْ تَمَامِ ثَلاَثِيْنَ يَوْمَاً بِهَذَا التَّسْبِيْحِ مِائَةَ مَرَّةٍ: سُبْحَانَ الإِلَهِ الجَلِيْلِ، سُبْحَانَ مَنْ لاَ يَنْبَغِيْ التَّسْبِيْحُ إِلاَّ  لَهُ، سُبْحَانَ الأَعَزِّ الأَكْرَمِ، سُبْحَانَ مَنْ لَبِسَ العِزَّ وَهُوَ لَهُ أَهْلٌ. أمالي الصدوق ص 627.

أسأل الله تعالی و أتضرع الیه أن یوفقنا بتحصیل ما یوجب القرب اليه. و أسال الله تعالی أن يبعدنا عن جمیع المعاصی والذنوب.

أستغفر الله لی و لکم و لجمیع المومنین و المومنات. 

ان أحسن الحدیت و أبلغ الموعظة کتاب الله:

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الخطبة الثانية: 27 جمادي الثانية 1439 - 25121396

أللهم صل و سلم علی صاحبة هذه البقعة الشریفة، الکریمة علی رسول الله و أمیر المومنین ، و العزيزة علی أخویها الحسن والحسین، بطلة کربلا و عقیلة الهاشمیین ، بنت ولی الله، و أخت ولی الله، و عمة ولی الله، زینب الکبری علیها أفضل صلوات المصلین.

أللهم وفقنا لخدمتها في هذا المکان الشریف، و هب لنا دعائها الزکي ، وارزقنا شفاعتها المقبولة، آمین یا رب العلمین.

عباد الله! اجدد لنفسی و لکم الوصیه بتقوی الله، فانها خیر الامور و افضلها.

ايها الاخوة الاخوات!

في تتمة البحث:

الخامسة : ان شهر رجب هو شهر ليلة الرغائب:

ان اول ليلة جمعة من شهر رجب تسمى ليلة الرغائب و هي ليلة عظيمة الشان وذات موقعية كبرى في الابتهال والاستغفار والعبادة ولها فضل كثير جدا‘ فهي ليلة غفران الذنوب العظام التي قد أكَّد النبي الأكرم صلّى الله عليه وآله وسلّم على إحيائها بقوله: ... لا تغفلوا عن ليلة أول جمعة منه فانها ليلة تسميها الملائكة : ليلة الرغائب ، وذلك إنه إذا مضى ثلث الليل لا يبقى ملك في السماوات والارض إلا ويجتمعون في الكعبة وحواليها ، ويطلع الله عليهم فيقول لهم : يا ملائكتي ، سلوني ما شئتم ، فيقولون : يا ربنا، حاجتنا إليك أن تغفر لصوام رجب‘ فيقول الله تبارك وتعالى: قد فعلت ذلك. ثم ذكر صلاة مخصوصة  و دعاء خاصا بهذه الللية المباركة .....

ثم قال: والذي نفسي بيده ، لا يصلي عبد أو أمة هذه الصلاة إلا غفر له جميع ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر‘ ويشفع يوم القيامة في سبع مائة من أهل بيته ممن استوجب النار....وسايل الشيعة 2999.

 

السادسة: ان شهر رجب تقع فيه مناسبات عظيمة

لا ريب في أن شهر رجب مليء بالمناسبات العظيمة الشريفة الموثرة في حياة البشر و في حياة المجتمع الاسلامي و الانساني.

لان الزمان له جهتان من الشرف و الفضل:

الجهة الاولى: نفس الزمان و قدسيته كليلة القدر و شهر رمضان و غيرهما.

الجهة الثانية: احتفاف الزمان بالمناسبات العظيمة كشهر رجب المحفوف بالعديد من المناسبات المهمة.

نعم تقع مناسبات عظيمة في هذه الشهر المبارك.

ففي أوله: مولد الامام الباقر(ع).

و ثانيه : مولد الامام الهادي(ع).

و ثالثه: استشهاد الامام الهادي(ع).

و عاشره: مولد الامام الجواد(ع).

و اليوم الثالث عشر منه: ولادة أمير المؤمنين ومولى المتقين الإمام علي عليه السلام.

و الخامس عشر منه: وفات السيدة زينب(ع)

و الخامس و العشرين منه : استشهاد الامام الكاظم(ع)

والسادس و العشرين مه: وفات أبيطالب(ع).

و السابع و والعشرين منه: البعثة النبوية الشريفة لخاتم الأنبياء والمرسلين الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلّى الله عليه وآله وسلّم.

كل هذه المناسبات تحكي عن أهمية هذا الشهر المبارك.

ومن جملة المناسبات التي نحن نعيش على أعتابها فهي مناسبة عيد النيروز و هو عيد الايرانيين و بعض الدول الاخرى في العالم.

نعم أن النيروز معرب (نوروز) الفارسية، بمعنى اليوم الجديد، وهو اليوم الأول لشهر (فروردين) أول شهور السنة بالتاريخ الهجري الشمسي، المصادف لأول فصل الربيع وهو أكبر الأعياد الوطنية في إيران .

و هذا اليوم كان عيدا قبل الاسلام و لم يخالفه الاسلام و أئمة المسلمين(ع).

فلذلك و ان لا يمكن لنا القول بأن النيروز عيد اسلامي و الاسلام قد أسسها ‘ و لكن يمكن القول بأنه عيد وطني قد أمضاه الاسلام و لم يخالفه و لم يتكلم ضده.

كما روى الشيخ الصدوق في كتابه الفقيه:

وَ أُتِيَ عَلِيٌّ ع بِهَدِيَّةِ النَّيْرُوزِ فَقَالَ(ع): مَا هَذَا؟ قَالُوا: يَا أَمِيرَالْمُؤْمِنِينَ الْيَوْمُ النَّيْرُوزُ.

فَقَالَ(ع): اصْنَعُوا لَنَا كُلَّ يَوْمٍ نَيْرُوزاً.و في روايه قال:  نیرزونا کلُّ یوم. الفقيه: 3300 ح 4073.

و في روايه اخري عن دعائم الاسلام :انَّهُ أُهْدِيَ إِلَيْهِ فَالُوذَجٌ فَقَالَ(ع): مَا هَذَا؟ قَالُوا: يَوْمُ نَيْرُوزٍ.

قَالَ(ع): فَنَيْرِزُوا إِنْ قَدَرْتُمْ كُلَّ يَوْمٍ يَعْنِي تَهَادَوْا وَ تَوَاصَلُوا فِي اللَّهِ.

فهذه الروايات تحكي لنا اولا: ان يوم النيروز كان معروفا بين الناس و الناس يعرفونه  و يتلقونه بعنوان يوم مهم و مبارك و من عادتهم ارسال الهدايا الي كل من كان بينهم و بينه علاقة و محبة, فلذلك ارسلوا الى أمير المومنين بعض الهدايا.

و ثانيا: ان أمير المومنين(ع) لم ينه عن ذلك العمل و لم يتكلم أمامهم بكلمة تدل على ذم فعلهم‘ و من المعلوم والواضح عدم البيان من الامام في ذلك دليل على تقرير الامام لذلك اليوم و ذلك العمل و لاشك في أن تقرير الامام حجة و دليل.

مضافا الى ذلك أن الايرانيين في ذالك العيد يصلون أرحامهم و يقدمون الهدايا و يلبسون أنظف ثيابهم و يدعون الله تعالى ببعض الدعوات و يغتسلون غسل يوم النيروز و يصلون صلاة النيروز كما ورد في حديث معلي بن خنيس عن الامام الصادق(ع)‘ و يزورون الموتي والشهداء في أيام العيد‘ فكل هذه الموارد من السنن و العادات الحسنات و لايجوز محو هذه السنن و العادات التي لا يكون مخالفا للشرع المقدس.

لأننا نجد في بعض الروايات ما يدل على عدم جواز امحاء كل سنة كانت قبل الاسلام و قبل نزول الاسلام بل مادام لم تكن فيها شيء من المنكر الاساسي في الاسلام لايجوز مخالفتها بل يجوز تاييدها, لانه ليست ببدعة بل كان أمرا مباحا جائزا.

نجد في نهج البلاغه في رسالة الامام علي(ع) الي مالك الاشتر انه كتب اليه:...

ولاتنقُض سُنّةً صالحةً عَمِل بها صدور هذه الأمة واجتمَعت بهاالاُلفة وصَلَحَث عليها الرّعيّة ولا تُحدِثَن ّ سنّةً تَضُرّ بشيء من ماضى تلك السُّنَن فيكون الاجرُ لمن سنّها والوِزر عليك بما نَقَضتَ منها.

فلذلك أهنئكم ايها المومنون و المومنات الاخوة و الأخوات التهيء لروية الهلال في شهر رجب و أهنئكم عيد النيروز و في الحقيقة نيروزكم و نيروزنا.

و كذلك أهنئكم الانتصارات العديدة للعالم الاسلامي و لمحور المقاومة .

و لابد لنا أن نقسم فرحنا و سرورنا في هذه الأيام مع الشهداء و الجرحي والمخطوفين و عوائلهم الكرماء.

و ينبغي لنا أن نهدي للشهداء و الجرحي و المخطوفين و عوائلهم ثواب أعمالنا في شهر رجب و شعبان من الصيام و القيام و الدعاء و الصدقة.

و أسال الله تعالى أن يفرج عن الأمة الاسلامية جمعا لا سيما عن أهلنا المحاصرين في الفوعة وكفريا  و عن اخواننا المحاصرين في الغوطة الذين قد منعوا عن الخروج ‘و أتقدم الي الجيش العربي السوري بالشكر لما بذلوا جهدهم الكبير لتحرير الغوطة من التكفيريين و المسلحين.

و أسأل الله تعالى أن يفرج عن الشعب المسلم في كل العالم من العراق و البحرين و اليمن والسعودي و فلسطين و افغانستان و باكستان و و هذا البلد الحبيب سورية و في كل مكان.

و في الختام ندعو الله تعالي و نتضرع اليه و نقول ما قاله رسول الله جينما رأى هلال شهر رجب:

روي أنه (صلى الله عليه وآله) كان إذا رأى هلال رجب قال: اللهم بارك لنا في رجب وشعبان، وبلغنا شهر رمضان، وأعنا على الصيام والقيام وحفظ اللسان وغض البصر، ولا تجعل حظنا منه الجوع والعطش. سنن النبي للعلامة الطباطبائي: 1375. نقلا عن اقبال الاعمال للسيد بن طاووس: 628.

اللهم اغفر لنا، و لوالدینا و لمن وجب له حق علینا.

اللهم اصلح کل فاسد من امور المسلمین.

اللهم لا تسلط علینا من لایرحمنا.

اللهم اید الاسلام و المسلمین، واخذل الکفار و المنافقین.

اللهم اید عساکر المجاهدین، لاسیما الذین جاهدوا فی ارض سوریا و العراق و لبنان والبحرین و الیمن و فی کل مکان.

اللهم فک عن اسرانا و المحاصرین فی بلادنا من اخواننا المسلمین.

اللهم ارزقنا توفیق الشهاده فی سبیلک.

اللهم احفظ مراجعنا الدینیه لاسیما السید القائد الامام الخامنئی.

 اللهم اغفر للمومنینوالمومنات،لاسیما الشهداء و اعل درجتهم و احشرنا معهم.

اللهم اشغل الظالمین بالظالمین، و اجعلنا من بینهم سالمین غانمین.

اللهم اشف مرضانا و مرضی المسلمین جمیعا.

اللهم ارحم موتانا و موتی المسلمین. اللهم عجل لولیک الفرج. والعافیه النصر و اجعلنا من خیر اعوانه و انصاره و شیعته. الللهم وفقنا لماتحب و ترضاه.  ان احسن الحدیث و ابلغ الموعظه کتاب الله عزوجل:



Share
* نام:
ایمیل:
* نظر:

پربازدیدترین ها
پربحث ترین ها
آخرین مطالب
صفحه اصلی | تماس با ما | آرشیو مطالب | جستجو | پيوندها | گالري تصاوير | نظرسنجي | معرفی استاد | آثار و تألیفات | طرح سؤال | ایمیل | نسخه موبایل | العربیه
طراحی و تولید: مؤسسه احرار اندیشه